|


خالد الشايع
جارديم.. كم يطول صبر إدارة الهلال؟
2022-02-13
بداية، لا بد أن نحيي لاعبي فريق الهلال الأول لكرة القدم التسعة الذين صمدوا أمام بطل أبطال إفريقيا لأكثر من ساعة كاملة، لو كان فريقًا آخر غير الهلال لكانت نتيجة تاريخية بكل ما تعنيه المقاييس، أكثر بكثير من الأربعة.
بلا شك الأمور بين البرتغالي ليونادرو جارديم، وجمهور الهلال وصلت لمفترق طرق، لا يمكن التلاقي بعدها، مجرد دخوله للنادي عقب العودة من أبوظبي استفزاز لها.
مباراة بعد مباراة، يثبت المدرب أنه لا يجيد قراءة المباريات، تغييراته تتأخر وإن حدثت فهي تصادر تفوق الفريق، كما فعل في مباراة تشيلسي بسحب سالم الدوسري والبرازيلي ماتيوس بيريرا، فتوقف المد الهلالي.
لا يمكن أن ترهن نتائجك على رغبة اللاعبين وحماسهم، إن لم يكن لديك نهج تدريبي واضح وناجح، خلق منظومة فنية داخل الملعب تبدأ من الرجل الذي يقف على الخط، هو من يختار المنظومة ومن يرسم النهج، ويسعى لتطبيقها، إذا لم يتوفر لك ذلك فأنت تضع يدك على قلبك في كل مباراة، وتأمل أن يتكرم عليك اللاعبون بأداء جيد وروح خارجة عن المألوف، أو تعتبرها مثل غيرها، مباراة للنسيان، وما أكثر ما مرَّ على الهلال من مباريات للنسيان هذا الموسم.
المدرب بلا شك أنه مدرب كبير وله اسمه، ولكن ببساطة أسلوبه لا يناسب الهلال، ولا يبدو لي أن اللاعبين يتقبلونه.
يحتاج الهلال لجنرال حقيقي يقود الكتيبة.
ما حدث أمام الأهلي المصري تأكيد على أن مستوى الفريق المذهل أمام تشيلسي الإنجليزي كان بفضل روح وقتالية اللاعبين لا فكر المدرب، الذي قام بتغييرات غريبة لا مبرر لها بإبعاد عبد الله المعيوف ومحمد البريك وإيجالو عن القائمة الأساسية، ولخبطة الأوراق بتصريح غير مسؤول استهان فيه بالمباراة، فكانت النتيجة استهتار لا يمكن قبوله من بيريرا ومحمد كنو نالا على إثره بطاقتين حمراوين بلا مبرر.
ليس جارديم فقط، فالمكابرة والعناد والإبقاء على أي مدرب يثبت لأصغر مشجع أنه غير قادر على تعديل وضع الفريق لن يفيد أحدًا، يحدث هذا أيضًا في الأهلي، ولو أن الاتحاد والنصر سارا على الفكرة ذاتها، لكان الشباب متصدرًا الدوري بفارق كبير، ولكن قرار تغيير المدرب في وقت حاسم، كان له تأثير كبير في تحويل مسار الفريقين من القاع للقمة، وهذا بالتحديد ما يريده جمهور الهلال في هذه المرحلة تحديدًا، لن يرضيهم إلا طرد جارديم.