قبل يومين احتفل محبو الإذاعة بيوم الإذاعة العالمي، ولو كان الأمر بيدي لجعلت منه أسبوعًا كاملًا بدلًا من يوم واحد، وميولي نحو الإذاعة من بين كل وسائل الإعلام أسبابه عاطفية ومهنية.
فمحبتي لها محبة الحبيب لحبيبته، وما زلت أعيش معها هذا الحب بكل أجوائه الصافية والشتائية القاسية، ولم يبعدني عنها تغير زمن واختلاف وسائل تواصله، لأن العلاقة خارجة عن حسابات ودراسات نسب الاستماع أو الوسائل الأكثر انتشارًا، والحق أنها تستحق أن يُهام بها، فهي منذ ظهورها قبل مئة عام كانت رفيقة مخلصة للجميع، حلوة المعشر وخفيفة كالنسمة، ممتدة مثل محيط، وواسعة مثل صحراء في موسم ربيع، ومتنوعة مثل خيال، كانت وما زالت رفيقة الشعوب باختلاف لغاتهم ودياناتهم، صاحبت الفلاح في الحقل، والجنود على الجبهات، وكانت صوتًا للسهر، ورفيقة في الصباح، وأظن أن حجم الراديو الصغير بالإضافة لكلفته المتاحة ساهما في نجاح الإذاعة وتأثيرها، بعكس التلفزيون الذي يحتاج إلى مكان ثابت وكهرباء وكلفة مرتفعة. لا أعتقد أن شخصًا في العالم لا يحتفظ بذكرى شخصية مع الإذاعة، وإن لم يكن مستمعًا لها فلا بد أن أحدًا من أسرته كان مستمعًا للإذاعة. لاحظت في احتفالية هذا العام رأيًا مختلفًا عن السنوات الماضية، ففي السنوات الماضية كثيرًا ما كان يثار الرأي القائل أن الإذاعة في أمتارها الأخيرة للاندثار، في هذا العام قرأت مديحًا للصمود الذي أبدته الإذاعة مع ظهور التطبيقات التي تعتمد على الصورة والفيديو، وما زلت أتذكر أحد الزملاء المختصين بالعمل التلفزيوني عندما قال قبل سنوات إن الإعلام سينحصر بما هو مرئي سواء مكتوب أو مشاهد، قال ذلك بحسن نية ولكي نتجه نحن الإذاعيون نحو التلفزيون والبرامج المرئية، الجميل في الأمر أنه يجهز الآن برنامجًا صوتيًا أو ما يعرف بالبود كاست، قال وهو يستمع لحلقته التجريبية الأولى: للإذاعة سحر جاذب لا أعرف تفسيرًا له! ما زلت من المراهنين أن الإذاعة باقية وستنتشر أكثر وما سيتغير هو طريقة استقبالها فقط، كنا نستمع لها عبر جهاز الراديو المنزلي أو في السيارة، التقنية الحديثة أضافت وسيلة ثالثة هي التطبيقات، وهذا ما زاد من إمكانية الاستماع لها دون التواجد في السيارة أو بوجود جهاز الراديو، وقد تضاف وسائل جديدة سيكشف عنها المستقبل. في يوم الإذاعة العالمي الذي صادف قبل يومين تذكرت وجوه أصدقاء وزملاء البدايات، مروا أمامي بوجوه باسمة، مر وجه سعود الدوسري رحمه الله بوسامته، مر وجه معلمي عبد الإله البراهيم الذي أدين له مهنيًا وأخويًا، ومروا زملاء صاروا أعزاء، ما كنت سأتعرف عليهم لو لم تجمعني بهم الإذاعة.
فمحبتي لها محبة الحبيب لحبيبته، وما زلت أعيش معها هذا الحب بكل أجوائه الصافية والشتائية القاسية، ولم يبعدني عنها تغير زمن واختلاف وسائل تواصله، لأن العلاقة خارجة عن حسابات ودراسات نسب الاستماع أو الوسائل الأكثر انتشارًا، والحق أنها تستحق أن يُهام بها، فهي منذ ظهورها قبل مئة عام كانت رفيقة مخلصة للجميع، حلوة المعشر وخفيفة كالنسمة، ممتدة مثل محيط، وواسعة مثل صحراء في موسم ربيع، ومتنوعة مثل خيال، كانت وما زالت رفيقة الشعوب باختلاف لغاتهم ودياناتهم، صاحبت الفلاح في الحقل، والجنود على الجبهات، وكانت صوتًا للسهر، ورفيقة في الصباح، وأظن أن حجم الراديو الصغير بالإضافة لكلفته المتاحة ساهما في نجاح الإذاعة وتأثيرها، بعكس التلفزيون الذي يحتاج إلى مكان ثابت وكهرباء وكلفة مرتفعة. لا أعتقد أن شخصًا في العالم لا يحتفظ بذكرى شخصية مع الإذاعة، وإن لم يكن مستمعًا لها فلا بد أن أحدًا من أسرته كان مستمعًا للإذاعة. لاحظت في احتفالية هذا العام رأيًا مختلفًا عن السنوات الماضية، ففي السنوات الماضية كثيرًا ما كان يثار الرأي القائل أن الإذاعة في أمتارها الأخيرة للاندثار، في هذا العام قرأت مديحًا للصمود الذي أبدته الإذاعة مع ظهور التطبيقات التي تعتمد على الصورة والفيديو، وما زلت أتذكر أحد الزملاء المختصين بالعمل التلفزيوني عندما قال قبل سنوات إن الإعلام سينحصر بما هو مرئي سواء مكتوب أو مشاهد، قال ذلك بحسن نية ولكي نتجه نحن الإذاعيون نحو التلفزيون والبرامج المرئية، الجميل في الأمر أنه يجهز الآن برنامجًا صوتيًا أو ما يعرف بالبود كاست، قال وهو يستمع لحلقته التجريبية الأولى: للإذاعة سحر جاذب لا أعرف تفسيرًا له! ما زلت من المراهنين أن الإذاعة باقية وستنتشر أكثر وما سيتغير هو طريقة استقبالها فقط، كنا نستمع لها عبر جهاز الراديو المنزلي أو في السيارة، التقنية الحديثة أضافت وسيلة ثالثة هي التطبيقات، وهذا ما زاد من إمكانية الاستماع لها دون التواجد في السيارة أو بوجود جهاز الراديو، وقد تضاف وسائل جديدة سيكشف عنها المستقبل. في يوم الإذاعة العالمي الذي صادف قبل يومين تذكرت وجوه أصدقاء وزملاء البدايات، مروا أمامي بوجوه باسمة، مر وجه سعود الدوسري رحمه الله بوسامته، مر وجه معلمي عبد الإله البراهيم الذي أدين له مهنيًا وأخويًا، ومروا زملاء صاروا أعزاء، ما كنت سأتعرف عليهم لو لم تجمعني بهم الإذاعة.