|


تركي السهلي
سلسلة زرقاء
2022-02-14
لا يمكن الحكم على التجربة الهلالية في كأس العالم للأندية أبطال القارات الأخيرة، أو التي قبلها، إلاّ بتتبّع السلسلة الزرقاء بشمول حلقاتها كاملة. والعنوان الأكبر هو الفشل في كلا التجربتين، بإجمالي لعب ست مباريات، كان الفوز في اثنتين، والهزيمة في أربع. والمسؤولية تقع على جميع من في الدائرة الزرقاء، بدءاً من الإدارة وانتهاءً بالمشجّع.
وبمراجعة الأيّام المنصرمة، في أبوظبي، لم يكن الأزرق في حال قوّة قبل الانطلاق، ومع ذلك، تم التعامل مع المعطيات دون اتساع على الأفكار والطروحات، فسقط “العاصمي” سقوطاً مدويّاً، ستبقى آثاره طويلاً، ولن تكون الالتفاتات المحليّة والانتصار فيها علاجاً يُشفي جروح الفشل الذريع.
كانت الفرصة مُتاحة للإدارة للعمل للمونديال على نحو مختلف منذ نوفمبر من العام الماضي، وكانت المسائل مفتوحة على التدعيم والتقوية ليناير من العام الحالي، لكن ذلك لم يحدث، وكان الارتباك هو الطاغي على الحركة الزرقاء، وأتت التعاقدات الشتوية كما لو أنها تتقصّد المنافسات الداخلية والاستعداد لها في تصرّف لا يُنبئ عن أفق مُغاير للمنهج الأزرق، الذي اعتاد على الأسر في الإغاظة الداخلية، والبقاء في المساحة ذاتها، بينما كان الوضع الجديد يتطلّب نفساً مختلفاً، وعقلاً لا يُساير النمط قديم. كما أن لغة خطاب الزُرق ظهرت ضعيفة، ولم تُقدّر المرحلة حق تقديرها، وقصُرت مفرداتها عن محتوى الدعم الكبير، وأخذت طوال أيّام المونديال غارقة في التفخيم، والكلام الواهن، والأغنيات العاديّة، وتقوقعت المعاني في الفرح بالمشاركة، لا قيادة الأزرق نحو الوجه المُشرق.
لقد كان الضعف هو البارز على المكوّن الهلالي، ووصل “الزعماء” إلى الإمارة الخليجية دون هُدى، ولا أهداف، سوى الرقص على أنغام بعيدة، لا لون لها، ولا معنى، وبدا الجميع كما لو كانوا في حفلة غناء، لا في معترك صارم.
إنّ المًحصّل الأزرق الحالي صفري بامتياز، وهو يجمع ذاته الآن من أسره للبقاء فيه، ولا تفكير لديه سوى النقاط القريبة، التي لا تتعدّاه، ولا يتعدّاها، وسط ترديد للألفاظ الهزيلة، والنشيد المعجون بالتكرار، ومحاولة إظهار ما ليس حقيقيّاً.
لقد توقّع أصحاب البصيرة فشل “الهلالي” إلاّ “الهلاليون” أنفسهم، ولم تفلح محاولات إفاقتهم من الوهم الساكن فيهم، وسيستمر الغياب مُددًا طويلة، طالما هُناك من يرى أن المسافة المقطوعة يجب أن تمُر من بيت الغير، وأن العطاء يُؤخذ على أنّه مخصوص لا يجب للآخر أن ينعم به. لا نهاية للمُعضِلة الزرقاء.