|


د. حافظ المدلج
ملعب القدية
2022-02-22
تلقينا بفرح بالغ أخبار الدعم الضخم جدًّا من صندوق الاستثمارات العامة لرياضة الوطن، من خلال الشراكة الاستراتيجية لمشروع “القدية” مع “الهلال والنصر” ومشروع “وسط جدة” مع “الاتحاد والأهلي”، فالخبر يقول إن الشراكة تبدأ بمنح الصندوق مبلغ 100 مليون سنويًّا لكل نادٍ وفق شراكة تمتد 20 عامًا، ويتم مراجعة الشراكة كل 5 سنوات لتقييم الوضع، كما تشمل الشراكة الاستراتيجية لعب أندية جدة بملعب “وسط جدة” وأندية الرياض في “ملعب القدية”.
وفور توقيع عقود الشراكة ظهرت ردود الفعل المتباينة بين غالبية مؤيدة ومستبشرة بالقرار الذي سيصب في صالح الأندية الجماهيرية الأربعة وأقلية تطالب بعدم إغفال بقية الأندية، وللحق أن لكل وجهة نظر مسوغاتها، فالأندية الجماهيرية تحتاج ميزانيات أكبر ولكن عليها التعامل بوعي وحكمة وحرص مع هذا الدعم بحيث تصرفه في مواضعه وفق آليات الحوكمة التي تضمن الكفاءة المالية وإلا سيتغير الحال في مرحلة المراجعة الأولى بعد 5 سنوات، كما أن الأندية الأخرى تحتاج لدعم مالي ولوجستي قد لا يكون بنفس المبالغ والملاعب، ولذلك أناشد بقية المشروعات مثل الدرعية والسودة وغيرهما بمد جسور التواصل مع بقية الأندية، لأن الرياضة أصبحت أحد أعمدة الاقتصاد والوطن بحاجة إلى مشروعات تحاكي “ملعب القدية”.
الرياضة بدأت تتحول إلى صناعة تسهم في الناتج القومي الإجمالي من خلال الفعاليات والمناسبات والبطولات وحقوق النقل التلفزيوني والتوظيف وغيرها، كما أن الرياضة تخدم قطاعات الترفيه والسياحة والثقافة والتعليم والصحة بطرق مختلفة لا تخفى على المتابع الفطن، وهي من جانب أهم تحقق مستهدفات “رؤية 2030” من خلال تمكين الشباب ورفع جودة الحياة وتخفيض اعتماد الدولة على منتجات البترول، ولذلك نشاهد مشروعات مثل “ملعب القدية”.

تغريدة tweet:
يمكن القول إن الكرة في ملعب إدارات الأندية بعد أن قدمت لها الدولة دعمًا إضافيًّا غير ما اشتملت عليه استراتيجية دعم الأندية والاتحادات التي تتجاوز 5 مليارات ريال سنويًّا، ولذلك نص الدعم الجديد على شراكة تمتد 20 عامًا، ولكن بمراجعة دورية كل 5 سنوات لقياس محددات الأداء “Key Performance Indicators KPI”، وعليه فإن دعم الأندية من خلال تلك الشراكة قد يتباين بعد السنوات الخمس الأولى بناءً على تلك المحددات، والأمل كبير في نجاح يضمن استمرار الدعم، وعلى منصات الشراكة الاستراتيجية نلتقي.