|


د. حافظ المدلج
4 أيام عمل
2022-02-25
منذ بدء الألفية الحالية، وتحديدًا عام 2000، و”هولندا” تطبِّق فكرة منح الموظف حرية خفض ساعات عمله إلى 29 ساعة مقسَّمة على أربعة أيام، وتبعتها في ذلك دولٌ كثيرة، مثل “النرويج، وألمانيا، وأيسلندا، وبلجيكا، وإسبانيا، ونيوزيلندا، وفنلندا” بساعات عمل متفاوتة، ومساحة حرية مختلفة، تهدف إلى منح الموظف مزيدًا من الوقت والأيام لنفسه وعائلته بنظام “4 أيام عمل”.
في وطني الحبيب، يعمل الموظف الحكومي بمعدل 7 ساعات يوميًّا، بينما تصل إلى 8 ساعات يوميًّا في القطاع الخاص، بمعنى أن معدل ساعات العمل الأسبوعي يتراوح بين 35 - 40 ساعة، وعليه فإنني أقترح منح الموظفين إجازة نهاية أسبوع 3 أيام، مع عدم زيادة ساعات العمل اليومية، لأن التقنية أصبحت تختصر كثيرًا من العمل، فما كان يُنجز في ساعات، أصبح يتمُّ في دقائق، كما أن ذلك سيمنح الموظف فرصة قضاء أوقات مثمرة مع أسرته في حال إقرار “4 أيام عمل”.
بوصفي عضوَ هيئة تدريس، تعوَّدت على العمل 4 أيام في الأسبوع، مع ترك يوم إضافي للتحضير والقراءة وغير ذلك، كما أن غالبية طلاب الجامعات يتمتعون بيوم إجازة إضافي، ما يجعل حياتهم الجامعية أفضل، ويقيني بأن منح الجميع إجازة يوم “الأحد” ستصبُّ في الصالح العام من جوانب عدة، فالمتعاملون مع الشركات الأجنبية خارج البلاد سيُعطلون معها في ذلك اليوم الضائع، كما أن إجازة نهاية الأسبوع “3 أيام” ستكون كافية لخروج الأسرة والاستمتاع بالسياحة والترفيه داخل البلاد، إضافة إلى تعزيز روابط الأسرة والمجتمع بتخفيض ارتباطهم إلى “4 أيام عمل”.

تغريدة tweet:
كنت قد كتبت مقالًا يوم 18 سبتمبر 2018 بعنوان “إجازات للمجتمع”، واقترحت فيه أن يحتوي كل شهر في السنة على إجازة نهاية أسبوع مطوَّلة “Long Weekend”، واليوم وبعد تحقق هذا المقترح للطلاب “فقط”، أجد في نفسي الجرأة لاقتراح نهاية أسبوع مطوَّلة كل أسبوع ولجميع العاملين في القطاعين العام والخاص، فقد سبقتنا دول متقدمة إلى إقرار نظام “4 أيام عمل”، وأملي كبيرٌ في أن يتم إقراره في السعودية، فنحن نعيش نهضةً كبيرةً في القطاع الخاص المعتمد على المستهلك المحلي، الذي سيزيد استهلاكه بمنحه مزيدًا من الوقت لممارسة الأنشطة الترفيهية والسياحية، كما أن ذلك اليوم الإضافي سينعكس إيجابًا على الأسرة التي تمثِّل أهم أركان المجتمع، وعلى منصات تطوير الأعمال نلتقي.