|


طلال الحمود
وداعية فخمة
2022-02-27
لم تنل أغلب الأندية السعودية في تاريخها ما ناله الأهلي من دعم مالي وفني وجماهيري منذ تأسيسه وحتى الآن، غير أن ثراء قطب جدة الثاني لا يوازي إنجازاته المحدودة قياسًا على قائمة النجوم التي دافعت عن قميصه والشخصيات المهمة التي رأسته أو دعمته، ويكفي أن هذا النادي صاحب الشعبية الجارفة لم يتمكن من إحراز بطولة الدوري أكثر من ثلاث مرات، فضلًا عن فشله في الفوز بلقب قاري على رغم وصوله إلى النهائي في مناسبتين.
حال الأهلي خلال الموسم الحالي ليست استثناء بل أنها امتداد لسنوات طويلة بدأت منذ الثمانينات وتحديدًا منذ اعتزال نجوم الجيل الذهبي وفي مقدمتهم أمين دابو وأحمد الصغير وطلال صبحي ويحيى عامر وغيرهم من اللاعبين الذين صنعوا “فرقة الرعب” وتركوا بصمة في تاريخ الأهلي تمثل فترة الإنجازات الحقيقية، وليس مستغربًا أن يصارع النادي العريق الأندية الصغيرة في الموسم الحالي للنجاة من الهبوط إلى الدرجة الأولى بعد نحو خمس سنوات من التراجع.
ليس مستغربًا أن يتعثر فريق جماهيري بسبب تراكم الديون أو سوء الإدارة، ولكن حين يتعثر الأهلي وسط الدعم المالي وعقود الرعاية والعمل الإداري الاحترافي لأكثر من 35 عامًا فهذا يعني الغياب وفقدان الهيبة وهذا ما أصبحت تتوارثه أجيال اللاعبين في الكيان العريق، ويكفي أن الأهلي ليلة البارحة لم يفلح في خدمة نفسه بتحقيق الفوز ولا حتى الإضرار بمصلحة منافسه اللدود الاتحاد بإجباره على التعادل، بعدما تمكن الأخير من العبور للمرحلة الحاسمة في طريقه نحو إحراز بطولة الدوري للمرة التاسعة.
لم تكن خسارة الأهلي برباعية أمام الاتحاد إلا بداية لمرحلة جديدة من سيطرة قطب جدة الأصفر على مباريات الديربي، خاصة أن غيابه في السنوات السابقة عن المنافسة كان سببًا في سيطرة الأهلي على نتائج الفريقين، علمًا أن التجارب تبرهن سطوة الاتحاد حين ينافس على اللقب، وغالبًا سيعاني “الخضر” من ألم ليلة السبت وتداعياتها التي ربما تطيح بالمدرب بيسنيك هاسي وتنهي مسيرة كثير من اللاعبين وفي مقدمتهم عمر السومة بطل الموسم التاريخي للفريق.
ما يحدث في الأهلي أشار إليه الحارس المنتقل العويس وقبله السومة، حين تناولوا الوضع في النادي تلميحًا ثم تصريحًا مؤكدين أن الفريق يعاني مصاعب تتعلق بالروح والإصرار في أداء اللاعبين، وغالبًا كانا يقصدان أن ثقافة التعامل مع المناسبات الكبرى لا تتوفر في اللاعبين بعكس الأندية المنافسة.