|


عيد الثقيل
ديربي الضجيج
2022-03-02
ما زال ديربي الهلال والنصر هو الأكثر إثارة في السعودية، ولن أبالغ إن قلت في الوطن العربي، ولكن للأسف خلال السنوات الأخيرة استمرت هذه الإثارة ولكن خارج الملعب فقط.
النصر والهلال قمة مرتقبة كلما التقيا في أي مسابقة، ولا أظن أن تترقب الجماهير مثل ذلك اللقاء التاريخي في كأس دوري أبطال آسيا الأخير، والذي تخطاه الهلال نحو تحقيق الذهب، ولكن كل هذا الترقب كما ذكرت ليس انتظارًا لمتعة كروية، وإنما بسبب ضجيج وصراخ يعلو قبل لقاءاتهما، وعويل بعدها، وأحداث ليس لها علاقة بكرة القدم، إما اعتراضات لاعبين داخل الملعب أو استفزازات تصدر من ذاك أو ذاك حتى أصبحت لكل موقعة اسمها يتذكرها التاريخ به لكن لا أحد يتذكر ما قدمه الفريقان من متعة كروية.
حين تسترجع ذاكرتك القريبة وعلى الأقل هذا الموسم لتبحث عن اللقاءات المثيرة فنيًّا والتي أمتعت الجماهير حتى أنها لا تسطيع أن تمحوها من ذاكرتها فلن تجد لقاءات الهلال والنصر من ضمنها إطلاقًا، فأبرز لقاءين حفلا بالمتعة والإثارة الفنية التي عكست مدى تقدم كرة القدم السعودية جمعا الأهلي والشباب في مواجهتهما خلال الدور الأول، والاتحاد والأهلي في لقائهما الأخير في الدور الثاني من مسابقة الدوري، في الأولى استمتعنا بأكثر من ريمونتادا داخل مباراة واحدة، وفي الثانية تقدم الاتحاد بالثلاثة وعاد الأهلي بمثلها في الشوط الثاني قبل أن يحسمها الاتحاد بهدف قاتل.
شاهدت لقطة في ديربي جدة الأخير، والذي أصبح من وجهة نظري في السنوات الأخيرة الديربي الأفضل فنيًّا، تجمع رئيسي الناديين ماجد النفيعي وأنمار الحائلي، وهما يحتضنان بعضهما البعض، وبالطبع سيخرج لي بعض من أنصار فريقي الهلال والنصر ويتحدثان كالعادة أن التحكيم وأخطاءه داخل المباراة هما من يثيران ذلك ويسحبان الفريقين وجماهيرهما خارج الملعب، وهنا أقول لهم لا ليس صحيحًا، فها هي مباراة الأهلي والاتحاد الأخيرة شهدت حالات أثارت جدلًا ولكن لم يملأ أنصارهما الدنيا ضجيجًا كما تفعلون، ولم يتحدث أحد من منسوبي الناديين أن هناك مؤامرة تستهدف إيقاف انطلاقة الاتحاد نحو اللقب، ولم يتحدث الأهلاويون عن استهداف متعمد لناديهم ليهبط لدوري الأولى والذي لم ينجُ منه الفريق الكبير حتى الآن حسابيًا.
أخيرًا أتمنى أن نشاهد لو لمرة في السنوات الأخيرة ديربيًا ممتعًا فنيًّا بين الهلال والنصر يملأ الدنيا حديثًا عن ما قدمه الفريقين بدل أن نستمع بعد المباراة لضجيج يزعج العالم.