في بعض أحياء مصر الشعبية تغسل بعض النساء حزنهن في فراق أحبتهن بإخراج مشاعرهن، ولكن لا بد من عامل مساعد، فيكون الاستعانة بـ ”الندّابة”، وهي المرأة، التي تحضر إلى مراسم العزاء لدى السيدات، وتصرخ بأعلى صوتها حزنًا على الراحل أو الراحلة، وكأنها من “بقايا أهله”، فيتفاعل معها أهل الفقيد، وفي نهاية اليوم تستلم أجرتها، وتغادر مبتسمة..
“الندّابة” هي فرد واحد، لكنها تمثل فكرة استئجار أشخاص ليمثلوا دور “المعززين” في المناسبات، وذلك بمقابل مادي، وطبعًا لا يدخل في نفق الاتجار بالبشر، لكنه يسبح في بحيرات “الزيف”، ويصعب على أمهر الصيادين اقتناصهم..
وخصصت الكثير من مؤسسات العلاقات العامة والإعلان أقسامًا لهذا النوع من التجارة، وهي ظاهرة عالمية وليست محلية أو عربية، فالكثير من البرامج التلفزيونية، التي تعتمد على الحضور الجماهيري في الأستديو، تكون بالتنسيق مع تلك المؤسسات، ليكون حضورهم مقتصرًا على التصفيق، حتى ولو “عطس” الضيف ينسون الرد بالرحمة عليه فيصفقون، وفي النهاية يستلمون مبالغ زهيدة..
النجم المصري عمرو عبد الجليل كشف عن تلك اللعبة في فيلمه “كلمني شكرًا”، عندما خرج عن نطاق التصفيق، وبات يسأل الضيف في موقف كوميدي حُرم منه في نهايته من الأجر..
أتذكر كثيرًا من لاعبي كرة القدم لدينا، عندما تثقل حركتهم في الملعب ويزورهم في المنام “جاثوم” الاعتزال وكوابيس “دكة الاحتياط”، يتجهون إلى المسؤولين عن الرابطة، ويربطون معهم صداقة وطيدة، فتسمع ترديد اسم النجم “المنتهية صلاحيته كرويًا” يصدح في المدرجات، وهو جالس بجانب المدرب..
لا نستطيع أن نحرّم هذا التوجه، ولكنه يبقى نوعًا من الخداع والزيف، الذي ينفر منه الكثيرون، وأنا أحدهم..
ما دعا إلى ذلك، هو دخول الكثير من مشاهير السوشال ميديا أو حمقاها بالأصح في هذا التوجه، وهم يعتقدون أنهم نجوم لامعون في المجتمع المحلي، بل تخطوه إلى العالمي، وبعض “المشهورات” المصنفات في خانة “التافهات” تقارن نفسها بكبار نجمات هوليود، فتستعين بالحراس الشخصيين في تحركاتها، ولا أعرف من ماذا تحتمي؟.. بل نحن من نحمي أنفسنا من حماقتها؟..
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ذهبن إلى استئجار أشخاص كما “الندّابة المصرية” شغلها الصراخ لحظة دخول “المشهورة بالتفاهة” إلى مكان عام، وفي النهاية تحصل “المعجبات المزيفات” على حفنة من المال لا تتجاوز 200 ريال قيمة لسانها، والبعض منهن لا تعرف لمن تصرخ؟!..
ختامًا.. “مهرجو السوشال ميديا”، مهما فعلوا أو بلغوا من متابعات فهم اشتهروا بأنهم حمقى، وسيظلون كذلك، إلا من رحم ربي.
“الندّابة” هي فرد واحد، لكنها تمثل فكرة استئجار أشخاص ليمثلوا دور “المعززين” في المناسبات، وذلك بمقابل مادي، وطبعًا لا يدخل في نفق الاتجار بالبشر، لكنه يسبح في بحيرات “الزيف”، ويصعب على أمهر الصيادين اقتناصهم..
وخصصت الكثير من مؤسسات العلاقات العامة والإعلان أقسامًا لهذا النوع من التجارة، وهي ظاهرة عالمية وليست محلية أو عربية، فالكثير من البرامج التلفزيونية، التي تعتمد على الحضور الجماهيري في الأستديو، تكون بالتنسيق مع تلك المؤسسات، ليكون حضورهم مقتصرًا على التصفيق، حتى ولو “عطس” الضيف ينسون الرد بالرحمة عليه فيصفقون، وفي النهاية يستلمون مبالغ زهيدة..
النجم المصري عمرو عبد الجليل كشف عن تلك اللعبة في فيلمه “كلمني شكرًا”، عندما خرج عن نطاق التصفيق، وبات يسأل الضيف في موقف كوميدي حُرم منه في نهايته من الأجر..
أتذكر كثيرًا من لاعبي كرة القدم لدينا، عندما تثقل حركتهم في الملعب ويزورهم في المنام “جاثوم” الاعتزال وكوابيس “دكة الاحتياط”، يتجهون إلى المسؤولين عن الرابطة، ويربطون معهم صداقة وطيدة، فتسمع ترديد اسم النجم “المنتهية صلاحيته كرويًا” يصدح في المدرجات، وهو جالس بجانب المدرب..
لا نستطيع أن نحرّم هذا التوجه، ولكنه يبقى نوعًا من الخداع والزيف، الذي ينفر منه الكثيرون، وأنا أحدهم..
ما دعا إلى ذلك، هو دخول الكثير من مشاهير السوشال ميديا أو حمقاها بالأصح في هذا التوجه، وهم يعتقدون أنهم نجوم لامعون في المجتمع المحلي، بل تخطوه إلى العالمي، وبعض “المشهورات” المصنفات في خانة “التافهات” تقارن نفسها بكبار نجمات هوليود، فتستعين بالحراس الشخصيين في تحركاتها، ولا أعرف من ماذا تحتمي؟.. بل نحن من نحمي أنفسنا من حماقتها؟..
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ذهبن إلى استئجار أشخاص كما “الندّابة المصرية” شغلها الصراخ لحظة دخول “المشهورة بالتفاهة” إلى مكان عام، وفي النهاية تحصل “المعجبات المزيفات” على حفنة من المال لا تتجاوز 200 ريال قيمة لسانها، والبعض منهن لا تعرف لمن تصرخ؟!..
ختامًا.. “مهرجو السوشال ميديا”، مهما فعلوا أو بلغوا من متابعات فهم اشتهروا بأنهم حمقى، وسيظلون كذلك، إلا من رحم ربي.