ـ هل كذبتَ اليوم؟! وكم مرّة؟! قبل أن تجيب، خذها من الدّراسات: الإنسان الأقرب إلى الصِّدق وقول الحقيقة، يكذب بمعدّل 45 مرّة في الشّهر!. كذبة ونصف في اليوم الواحد!. قد لا تكون كلّها سيّئة ولا حتّى مقصودة، لكنه يفعل!.
ـ لن نتحدث عن الكذب الخبيث المشين، حيث التزوير والتّدليس أو الرّغبة في الخداع والانتفاع الخسيس، أو ما شابه!. نتحدث عن كذبة للمجاملة، كذبة لتجاوز مسألة لا تستحق الوقوف عندها طويلًا، كذبة للخروج من مأزق أو للتّنصّل من حَرَجٍ ما، كذبة لرشّ الملح على حكاية وتأمين الطّرافة فيها، و..، و..، وكذبة للتّواصل، مثل أن تقول لأحدهم: “كيف الحال”؟ أو “بشّرنا عنك”؟، فيجيب بأنّ كل الأمور طيّبة وبخير، ويضيف: “دامك بخير حنّا بخير”!. مثل هذا الحوار يكون في الغالب محشوًّا كلّه بالكذب!. لكنك لا تعدّه كذلك، لأنّه لن ينغز ضميرك بشيء، فهو ليس من المُبَرْمَجات في عقلك ضمن الكذب، وإنما ضمن التّواصل!.
ـ مسألة الكذب مرتبطة بالأخلاق نعم، لكنها مرتبطة أيضًا بالمكان والزمان والتّعريف والحالة والسِّنّ!. في سِنّ المُراهَقَة، مثلًا، يكون الكذب مُقيمًا في أوسع دياره وأخصب أراضيه!.
ـ “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”؟!. خذها منّي: كلّ النّاس، أو معظمهم، يريدون هذا الذي نسمّيه “ابن عمّه”!. هل حين استدركتُ وقلتُ “أو معظمهم” كنت أكذب للتّخلص من ورطة التعميم؟! يبدو ذلك!.
ـ “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”؟! على الأقل هم يريدون “ابن عمّه” متى ما خُيِّروا بين الأمرين في سؤالك المُربِك هذا!. ولعلّهم حين يقولون لك: “نريد الحقّ طبعًا” ففي الغالب كانوا يعطونك “ابن عمّ” الرّد المخبّأ!.
وأنت لا تُخيّرهم عادةً بطرح هذا السؤال إلّا في الحالات التي يميل فيها تفكيرك إلى أنّ ما تظنّه “حقًّا” لا يروق لهم ولا يطيب لمزاجهم!. هذا التّخيير نذير شؤم بالنسبة لِمَنْ يُهدى إليه!.
ـ لكن هناك أمر آخر:
حين نقول: “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”، فنحن نقصد بـ “ابن عمّه”: الكذب!. بذلك نُقِرّ بصِلَة قُرْبى ورَحِم بين الحقّ والباطل!، بين الصِّدْق والكَذِب!.
ـ وهو أمر صحيح فيما لو كنّا نتحدّث عن الفنّ!. حيث الفنّ قائم فعلًا بسبب هذه العلاقة، وفعاليّته آتية من هذا الرّابط!. وتفاعل من يتلقّى الفنّ مشروط بقبول هذا الأمر وبالتواطئ الظّريف معه!. مفردات مثل “الكذب” و”التّواطئ” في إطار العمل الفنّي ليس لها ذلك المعنى الرّديء خارج الإطار!.
ـ في الفنّ الأمر كلّه قائم على اختيار “ابن عمّ” الحقّ!. لدرجة يمكن معها معرفة موهبة أي فنّان مبتدئ بسؤاله: تريد الفنّ أم ابن عمّه؟!.
ـ ظنّي يَرُوح إلى ما هو أبعد، إلى هذه المفارقة: من يريدون “الحقّ” في الفنّ، هم أكثر من يطلبون “ابن عمّه” في بقيّة شؤون حياتهم!.
ـ “قفلة”:
أغلب ابتسامات الناس في صورهم كذب، بشكل محدد أولئك الذين يبتسمون وهم يعرفون مسبقًا أنهم في دائرة التصوير وفي عين الكاميرا!. لا شيء يدعو لانفراجة الشّفاة والتبسّم أمام الكاميرا!. شهيرات السوشل ميديا والفنّانات لديهنّ كلمات محدّدة ينطقن بها قبل أن تبرق كاميرا التصوير، الرجال يفعلون ذلك أيضًا لكن بنسبة أقل على ما أظن، كلمة واحدة تكفي شرط أن تعمل حروفها على انفراجة شفاه وكشف أسنان وصناعة ابتسامة!.
ليس الأمر جديدًا. رواية “الوصيّة الفرنسيّة” تبدأ بفضح الأمر: “لأنّ هؤلاء النّساء كُنّ يُدْرِكنَ، أنّه لكي يكنّ جميلات كان عليهنّ قبل أنْ يعميهنّ ومّاض المُصوِّرَة بثوانٍ، أن ينطقن بهذه المقاطع الفرنسيّة الغريبة التي لا تعرف معانيها إلّا قِلّة منهنّ: (تفّاحة صغـ… يـ…رة). وعِوَض أنْ تتمدّد الشِّفاه بسعادة بالغة، أو أن تتقلّص بوجوم قلِق، كانت تُشكِّل بسهولة كبيرة ذلك القُرص اللّطيف”!.
ـ لن نتحدث عن الكذب الخبيث المشين، حيث التزوير والتّدليس أو الرّغبة في الخداع والانتفاع الخسيس، أو ما شابه!. نتحدث عن كذبة للمجاملة، كذبة لتجاوز مسألة لا تستحق الوقوف عندها طويلًا، كذبة للخروج من مأزق أو للتّنصّل من حَرَجٍ ما، كذبة لرشّ الملح على حكاية وتأمين الطّرافة فيها، و..، و..، وكذبة للتّواصل، مثل أن تقول لأحدهم: “كيف الحال”؟ أو “بشّرنا عنك”؟، فيجيب بأنّ كل الأمور طيّبة وبخير، ويضيف: “دامك بخير حنّا بخير”!. مثل هذا الحوار يكون في الغالب محشوًّا كلّه بالكذب!. لكنك لا تعدّه كذلك، لأنّه لن ينغز ضميرك بشيء، فهو ليس من المُبَرْمَجات في عقلك ضمن الكذب، وإنما ضمن التّواصل!.
ـ مسألة الكذب مرتبطة بالأخلاق نعم، لكنها مرتبطة أيضًا بالمكان والزمان والتّعريف والحالة والسِّنّ!. في سِنّ المُراهَقَة، مثلًا، يكون الكذب مُقيمًا في أوسع دياره وأخصب أراضيه!.
ـ “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”؟!. خذها منّي: كلّ النّاس، أو معظمهم، يريدون هذا الذي نسمّيه “ابن عمّه”!. هل حين استدركتُ وقلتُ “أو معظمهم” كنت أكذب للتّخلص من ورطة التعميم؟! يبدو ذلك!.
ـ “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”؟! على الأقل هم يريدون “ابن عمّه” متى ما خُيِّروا بين الأمرين في سؤالك المُربِك هذا!. ولعلّهم حين يقولون لك: “نريد الحقّ طبعًا” ففي الغالب كانوا يعطونك “ابن عمّ” الرّد المخبّأ!.
وأنت لا تُخيّرهم عادةً بطرح هذا السؤال إلّا في الحالات التي يميل فيها تفكيرك إلى أنّ ما تظنّه “حقًّا” لا يروق لهم ولا يطيب لمزاجهم!. هذا التّخيير نذير شؤم بالنسبة لِمَنْ يُهدى إليه!.
ـ لكن هناك أمر آخر:
حين نقول: “تريد الحقّ والّا ابن عمّه”، فنحن نقصد بـ “ابن عمّه”: الكذب!. بذلك نُقِرّ بصِلَة قُرْبى ورَحِم بين الحقّ والباطل!، بين الصِّدْق والكَذِب!.
ـ وهو أمر صحيح فيما لو كنّا نتحدّث عن الفنّ!. حيث الفنّ قائم فعلًا بسبب هذه العلاقة، وفعاليّته آتية من هذا الرّابط!. وتفاعل من يتلقّى الفنّ مشروط بقبول هذا الأمر وبالتواطئ الظّريف معه!. مفردات مثل “الكذب” و”التّواطئ” في إطار العمل الفنّي ليس لها ذلك المعنى الرّديء خارج الإطار!.
ـ في الفنّ الأمر كلّه قائم على اختيار “ابن عمّ” الحقّ!. لدرجة يمكن معها معرفة موهبة أي فنّان مبتدئ بسؤاله: تريد الفنّ أم ابن عمّه؟!.
ـ ظنّي يَرُوح إلى ما هو أبعد، إلى هذه المفارقة: من يريدون “الحقّ” في الفنّ، هم أكثر من يطلبون “ابن عمّه” في بقيّة شؤون حياتهم!.
ـ “قفلة”:
أغلب ابتسامات الناس في صورهم كذب، بشكل محدد أولئك الذين يبتسمون وهم يعرفون مسبقًا أنهم في دائرة التصوير وفي عين الكاميرا!. لا شيء يدعو لانفراجة الشّفاة والتبسّم أمام الكاميرا!. شهيرات السوشل ميديا والفنّانات لديهنّ كلمات محدّدة ينطقن بها قبل أن تبرق كاميرا التصوير، الرجال يفعلون ذلك أيضًا لكن بنسبة أقل على ما أظن، كلمة واحدة تكفي شرط أن تعمل حروفها على انفراجة شفاه وكشف أسنان وصناعة ابتسامة!.
ليس الأمر جديدًا. رواية “الوصيّة الفرنسيّة” تبدأ بفضح الأمر: “لأنّ هؤلاء النّساء كُنّ يُدْرِكنَ، أنّه لكي يكنّ جميلات كان عليهنّ قبل أنْ يعميهنّ ومّاض المُصوِّرَة بثوانٍ، أن ينطقن بهذه المقاطع الفرنسيّة الغريبة التي لا تعرف معانيها إلّا قِلّة منهنّ: (تفّاحة صغـ… يـ…رة). وعِوَض أنْ تتمدّد الشِّفاه بسعادة بالغة، أو أن تتقلّص بوجوم قلِق، كانت تُشكِّل بسهولة كبيرة ذلك القُرص اللّطيف”!.