ـ للمتعة، للتّسلية، للمعرفة، للفهم، للتّأمّل، لكسب الخبرات، للاستشفاء، للـ..، للـ..، للـ..، وفي الأخير، يظلّ هناك جواب آخر.. جواب واحد على الأقلّ، لا يُقال!.
ـ لماذا نقرأ؟!. هذا، ولا شكّ، أحد أكثر الأسئلة المفتوحة والتي ما أن يتم فتح قوسها حتى لا يعود إغلاقه ممكنًا!.
ـ من يجيب عن مثل هذا السؤال إنما يقول أسبابه التي تعمّ الآخرين معه!، وهو لو قال ما قال، فإنّه يشعر في نهاية المطاف بنسيانه أو تجاهله وإغفاله، عمدًا أو سهوًا، لأسباب أكثر أهمّيّة هي التي جعلت منه مُولعًا بالقراءة، لا يرى إمكانيّة للاستغناء عنها!.
ـ قد لا تكون هذه الأسباب أكثر أهميّةً بالنسبة للآخرين. وكثيرًا ما يحدث، وهذا مؤسف، أنّ كثيرًا ممّن يحدّدون أسبابًا للقراءة، يكتبونها وينشرونها، وفي داخلهم ضجيج هؤلاء الآخرين!. يحاول واحدهم تهدئة الجمع بإجابات مقنعة أو مُشوِّقَة أو حتى مقبولة عند هؤلاء الآخرين!.
ـ وبالتالي فإنّ سيلًا عظيمًا من ذِكْر النّاس لأسباب القراءة ولتبيان ضرورتها وأهمّيّتها يكون مرتبطًا بالآخرين، غير مستبعِدًا لوجودهم أبدًا، وهي عمليّة تُخَالِف حدّ التّضاد عمليّة القراءة نفسها من حيث كونها فعلًا انعزاليًّا!. حيث يفتح القارئ الكتاب في معزل عن الناس، أو لينعزل عن الناس حتى وإن كانوا حوله وقريبًا منه، ويخلو بنفسه، يواجهها عبر ما يمنحه الكتاب من معلومات وتأمّلات وأفكار وتخيّلات وأسئلة تحفر في العميق من روحه، وتتيح له قراءة ما سبق وتوقّع ما يأتي بطرائق جديدة وربّما مفاجئة!.
ـ فإذا كان الأمر كذلك، وأظنّه كذلك، فإنّ الجواب عن سؤال مثل “لماذا تقرأ”، ومهما كانت أهمّية ذلك الجواب وحصافة صاحبه ورشاقة ما فيه، إنّما يظلّ مختلفًا، وبعيدًا، عن السّبب الحقيقي الأكثر أهمّيّة بالنسبة للمُجيب!.
ـ ولعلّه، أي الجواب، أكثر أهميّةً وإلحاحًا، لأنّ صاحبه لا يعرفه، أو لا يعرفه معرفة حقيقيّة وبصورة واضحة، سواءً كان ذلك لغموضه، أو لقدرته على التّمويه والتّداخل مع أسباب أكثر وضوحًا وشموليّةً ولكنها أقلّ أهميّةً لأنها أقلّ خصوصيّةً!.
ـ وقد لا يكون الجواب الدّاخلي مجهولًا إلّا لأنه مكبوتًا ومقموعًا من قِبَل صاحبه الذي يتهرّب منه خائفًا من مواجهته، مبتكرًا أسبابًا أُخرى مختلفة ذات طبيعة مزدوجة أو ذات وجهين!، أسابابًا تُبتَكَر لتكون من ناحية صالحة للنّشر والتّعميم والأخذ والرّد، بما يوفّر تواصلًا طيّبًا مع الآخرين، ومن ناحية أخرى تكون فاعلة في إقصاء وتنحية الأسباب، أو السّبب، الأحقّ والأجدر بالحضور لولا خطورته على النفس، أو الظّنّ والشّعور بخطورته على النّفس، فيما لو تمّت مواجهته وفتح دفتر حساباته!.
ـ القراءة لمواجهة شيء ما لا يمكن لنا مواجهته دون الدّخول في كتاب والتّوغل في غابته، لكنها أيضًا للهروب من شيء ما، شيء واحد على الأقل، لا يمكن الهروب منه دون الدّخول والتوغّل في غابة على شكل كتاب!.
ـ لذلك ربّما يكون السؤال بصيغة “لماذا نقرأ؟!” أقلّ خطرًا، ويمكن الرّد عليه بطريقة أقلّ ارتباكًا وحيرةً بكثير ممّا لو تمّت صياغته بـ..: “لماذا تقرأ؟!” كَوْن هذه الصّيغة تُلغي الجَمْع المُطَمْئِن وتمنع قدرًا من الضّجيج اللّازم للاختباء والاختفاء!.
ـ ويكون السؤال الأكثر رعبًا والأشدّ مدعاةً للحيرة،.. السؤال المُدَوِّخ حقًّا، حين يسأل القارئ نفسه: “لماذا أقرأ؟!”، “لماذا أُمضي كل هذا الوقت في القراءة؟!”. سؤال ملغوم، يَعِدُ بمكاشفات ياما، وبحضور مفاجئ وربما صادم لذكريات وصُوَر عديدة حزينة وسعيدة، مرعوبة وآمنة، شرط أن يتخلّص المرء من فكرة نشر الجواب وعرضه على النّاس!. لكن مَن يقدر على هذا.. مَن؟!.
ـ لماذا نقرأ؟!. هذا، ولا شكّ، أحد أكثر الأسئلة المفتوحة والتي ما أن يتم فتح قوسها حتى لا يعود إغلاقه ممكنًا!.
ـ من يجيب عن مثل هذا السؤال إنما يقول أسبابه التي تعمّ الآخرين معه!، وهو لو قال ما قال، فإنّه يشعر في نهاية المطاف بنسيانه أو تجاهله وإغفاله، عمدًا أو سهوًا، لأسباب أكثر أهمّيّة هي التي جعلت منه مُولعًا بالقراءة، لا يرى إمكانيّة للاستغناء عنها!.
ـ قد لا تكون هذه الأسباب أكثر أهميّةً بالنسبة للآخرين. وكثيرًا ما يحدث، وهذا مؤسف، أنّ كثيرًا ممّن يحدّدون أسبابًا للقراءة، يكتبونها وينشرونها، وفي داخلهم ضجيج هؤلاء الآخرين!. يحاول واحدهم تهدئة الجمع بإجابات مقنعة أو مُشوِّقَة أو حتى مقبولة عند هؤلاء الآخرين!.
ـ وبالتالي فإنّ سيلًا عظيمًا من ذِكْر النّاس لأسباب القراءة ولتبيان ضرورتها وأهمّيّتها يكون مرتبطًا بالآخرين، غير مستبعِدًا لوجودهم أبدًا، وهي عمليّة تُخَالِف حدّ التّضاد عمليّة القراءة نفسها من حيث كونها فعلًا انعزاليًّا!. حيث يفتح القارئ الكتاب في معزل عن الناس، أو لينعزل عن الناس حتى وإن كانوا حوله وقريبًا منه، ويخلو بنفسه، يواجهها عبر ما يمنحه الكتاب من معلومات وتأمّلات وأفكار وتخيّلات وأسئلة تحفر في العميق من روحه، وتتيح له قراءة ما سبق وتوقّع ما يأتي بطرائق جديدة وربّما مفاجئة!.
ـ فإذا كان الأمر كذلك، وأظنّه كذلك، فإنّ الجواب عن سؤال مثل “لماذا تقرأ”، ومهما كانت أهمّية ذلك الجواب وحصافة صاحبه ورشاقة ما فيه، إنّما يظلّ مختلفًا، وبعيدًا، عن السّبب الحقيقي الأكثر أهمّيّة بالنسبة للمُجيب!.
ـ ولعلّه، أي الجواب، أكثر أهميّةً وإلحاحًا، لأنّ صاحبه لا يعرفه، أو لا يعرفه معرفة حقيقيّة وبصورة واضحة، سواءً كان ذلك لغموضه، أو لقدرته على التّمويه والتّداخل مع أسباب أكثر وضوحًا وشموليّةً ولكنها أقلّ أهميّةً لأنها أقلّ خصوصيّةً!.
ـ وقد لا يكون الجواب الدّاخلي مجهولًا إلّا لأنه مكبوتًا ومقموعًا من قِبَل صاحبه الذي يتهرّب منه خائفًا من مواجهته، مبتكرًا أسبابًا أُخرى مختلفة ذات طبيعة مزدوجة أو ذات وجهين!، أسابابًا تُبتَكَر لتكون من ناحية صالحة للنّشر والتّعميم والأخذ والرّد، بما يوفّر تواصلًا طيّبًا مع الآخرين، ومن ناحية أخرى تكون فاعلة في إقصاء وتنحية الأسباب، أو السّبب، الأحقّ والأجدر بالحضور لولا خطورته على النفس، أو الظّنّ والشّعور بخطورته على النّفس، فيما لو تمّت مواجهته وفتح دفتر حساباته!.
ـ القراءة لمواجهة شيء ما لا يمكن لنا مواجهته دون الدّخول في كتاب والتّوغل في غابته، لكنها أيضًا للهروب من شيء ما، شيء واحد على الأقل، لا يمكن الهروب منه دون الدّخول والتوغّل في غابة على شكل كتاب!.
ـ لذلك ربّما يكون السؤال بصيغة “لماذا نقرأ؟!” أقلّ خطرًا، ويمكن الرّد عليه بطريقة أقلّ ارتباكًا وحيرةً بكثير ممّا لو تمّت صياغته بـ..: “لماذا تقرأ؟!” كَوْن هذه الصّيغة تُلغي الجَمْع المُطَمْئِن وتمنع قدرًا من الضّجيج اللّازم للاختباء والاختفاء!.
ـ ويكون السؤال الأكثر رعبًا والأشدّ مدعاةً للحيرة،.. السؤال المُدَوِّخ حقًّا، حين يسأل القارئ نفسه: “لماذا أقرأ؟!”، “لماذا أُمضي كل هذا الوقت في القراءة؟!”. سؤال ملغوم، يَعِدُ بمكاشفات ياما، وبحضور مفاجئ وربما صادم لذكريات وصُوَر عديدة حزينة وسعيدة، مرعوبة وآمنة، شرط أن يتخلّص المرء من فكرة نشر الجواب وعرضه على النّاس!. لكن مَن يقدر على هذا.. مَن؟!.