|


محمد الغامدي
العب بالساحة يا هلال
2022-03-18
يتغنون بالأرقام والإحصاءات، ويؤكدون أنها لا تكذب، ويتَّهمون الآخرين بأنهم مهووسون بفكر المؤامرة وادعاء المظلومية عند الإشارة إلى أن فرقهم لحق بها ضررٌ من التحكيم!
وإذا جاءت الأرقام والاعترافات من مصادر رسمية، مغايرة لواقعهم ولغير مصلحتهم، حاولوا كعادتهم التشكيك، والتبرير، وتضليل المتلقي! فكيف تُقنع هؤلاء بأن ناديهم على مدى السنوات الفارطة، ولا يزال، الأكثر استفادةً، وأنَّ الآخرين متضررون، وأنه ثابت والبقية متحرِّكون، وأنهم نالوا الدلال كله، وحصد البقية الفتات؟! باختصار هذا حال الفريق الأزرق مع التحكيم، سواء المحلي أو الأجنبي، وإليكم التفاصيل.
في حلقة أمس الأول، بثَّت “قناة 24” عبر برنامجها “الحصاد الرياضي” تقريرًا، كشف الأخطاء التحكيمية لفرق الدوري، من واقع ما نشره حساب دائرة الحكام، واعترافه الرسمي بها، بدءًا من الجولة الأولى حتى الـ 17 من الدوري، إضافة إلى مباريات كأس الملك، وكأس السوبر، واتضح أن الهلال، وفق الرصد الرسمي وكالعادة، أكثر الأندية استفادةً من الأخطاء المؤثرة بواقع ستة أخطاء، في حين لا تقارن استفادة بقية الفرق الأخرى من التحكيم مع ما حصل للهلال. وحسب التقرير، جاءت استفادة الفرق الأخرى ضئيلةً، في حين أن الضرَّر كان فادحًا من جراء تلك الاستفادة، كون المرصود لم يكن ركلة ركنية، أو بطاقة صفراء، أو “ضربة أوت”، وإنما ركلات جزاء لم تُحتسب، أو أخرى احتُسبَت، أو بطاقات حمراء، وكل ذلك أمام مرأى الـ VAR. وبالطبع تلك الحالات للمتصدر المستفيد الهلال كانت حتى الجولة الـ 17، ونحن حاليًّا في الجولة الـ 25، بمعنى أن هناك ثماني جولات لم ترصدها دائرة التحكيم، إضافة إلى خمس جولات أخرى بعد، وما خفي أعظم.
أصحاب ادعاء “الأخطاء جزء من اللعبة”، وأن” الحكم بشر”. أصبحت هاتان المقولتان “أسطوانة مشروخة” في زمن التقنية، فلا مجال للخطأ البشري إلا في حالات نادرة ومعقدة جدًّا، أما ما نشاهده من أخطاء تلحق الضرر بالفرق، وتجعل بعضها يقفز نحو مقاعد الصدارة، فتعني أن هناك خطأ بشريًّا، إما بعد التأهيل، أو الميول، وكلاهما مرفوض، وفي هذا الحالة لا تتطلب المعالجة الاعتراف بالأخطاء من قِبل دائرة التحكيم فقط لإرضاء الجمهور وتخفيف حنقهم واحتقانهم دون علاج، فاستئصال الأسماء التي تعبث وتحاول فرض ميولها، أو إرضاء فريق على حساب آخر، هو الحل الجذري، وفي حقيقة الأمر كان الهلال ولا يزال مستفيدًا أبديًّا وسرمديًّا من التحكيم بالأرقام والشواهد والأدلة.