|


تركي السهلي
نقل جديد
2022-03-21
لطالما وقع النقل التلفزيوني للدوري السعودي تحت أكثر من مؤثر، ما أدّى في السنوات الأخيرة إلى تراجع في الجودة وغموض في طريقة العمل، والجميع يأمل أن ينتهي كُل ذلك في الموسم المقبل. الأخبار الواردة تقول إنّ الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الأندية يناقشان كُرّاسة النقل هذه الأيّام تمهيدًا لبدء عقد جديد بعد شهر يونيو المقبل.
والأمل أن تتغيّر طريقة تفكير الاتحاد والرابطة بتقدير المسابقات السعودية حق تقديرها من جوانب مالية وفنيّة وألّا تتعامل الجهتان بمثل ما تعاملتا به مع شركة الرياضة السعودية حينما قبلتا بمبلغ زهيد بلغ سبعين مليون ريال وتغاضتا عن الجودة والرواج.
والحديث عن أن الاتحاد والرابطة غير راضيين عن مستوى العمل من الشركة التي يرأس مجلس إدارتها وزير الرياضة غير صحيح، بل إنّهما شريكتان أساسيّتان في ما حدث، ومسؤولتان عن السوء الذي طغى على المباريات والبرامج، وأيّ محاولة للتنصّل عن المسؤولية لن يقبل به أحد. كما أن الكلام الدائر بأن وزارة الرياضة غير راضية عن المنتج ليس دقيقًا أيضًا، فجميع من يقف على التفاصيل هم من موظفي الوزارة الكبار وهي من وضعتهم في الواجهة.
وبالنظر إلى العناصر الإدارية فإنّ التدقيق في الفريق المُشرف على الظهور من الشركة الرياضية يؤكد أنه كان بلا خبرة في الصناعة التلفزيونية وإنتاج المباريات، ولذلك كان الفشل كبيرًا وعلى نحوٍ بالغ السوء.
والحق أن العقد الحالي كان خاطئًا من الأساس بسبب (سحب) الحقوق من التلفزيون السعودي ومنحها لمجموعة شركات منتجة منفّذة ثبت مع التجربة ضعفها الشديد.
إن الاستعجال الذي صاحب الإجراءات السابقة يكشف إلى أي مدى أن لدينا خللًا مُتمثّلًا في دوافع الأنفس، وأن العلاقات الشخصية متى ما تغلغلت في العمل فإنها ستقود إلى الضياع، وأن العقول متى ما بقيت في ذات الإطار فإنهّا لن ترى طرق الاهتداء.
لقد طال الفشل الجميع وحرم المشاهد في الداخل والخارج من مشاهدة الدوري السعودي وظهرت الشاشة بما لا يتوافق مع زمن التطوّر الهائل في التقنيات.
إن العودة لذات الأشخاص لتقرير مستقبل نقل المسابقة خطأ مُكرّر، كما أن الاعتماد على الأدوات ذاتها في اعتماد الكُرّاسة سقوط جديد، والواجب هو تحرير المنظومة من الأطراف القديمة وإدخال كفاءات مُتمكّنة والذهاب بعيدًا في تقييم الدوري التقييم المرتفع وضمان دخول مجزية للأندية وفرض الجودة وسهولة في الوصول للمنصّات والوسائل الناقلة وفتح المجال للطاقات الوطنية وتنمية الخبرات دون صديق أو قريب.