يقول البرتغالي جوزيه مورينيو، في أحد أحاديثه الصحفية قبل مباراة مصيرية، إنه عندما يذهب للمؤتمر الصحفي فإنه يعرف أن المباراة قد بدأت.
وبالفعل فإن لقاء اليوم بين المنتخب السعودي والصين ظهرت معالم انطلاقته وحساسيته منذ المؤتمر الصحفي للمدربين فالفرنسي هيرفي رينارد ونظيره الصيني لي تشاوبنج، طموحاتهما مختلفة، فالأول هدفه الابتعاد عن الحسابات، وضمان التأهل قبل الجولة الأخيرة، والثاني ليس لديه ما يخسره، لكنه بالتأكيد لن يرفع الراية حتى لو فقد التأهل، وليس بعيدًا عنا مباراة الذهاب التي كاد فيها المنتخب الصيني يقتنص التعادل، وأظهر وجهًا مغايرًا في دقائق المباراة.
أجمل ما في اللقاء أنه قد يزف لنا أخبارًا مفرحة وسعيدة أن المنتخب السعودي قد تأهل مع اليابان وعبرا إلى كأس العالم قبل لعبنا المباراة بساعات، عندها تكون مباراة اليابان وأستراليا قد انتهت بفوز ياباني، وأصبح المنتخب الأسترالي خارج التأهل، ومنتظرًا الملحق الآسيوي بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة له مع المنتخب السعودي في جدة، أما غير ذلك من النتائج فلا مجال لإعلان تأهلنا رسميًا إلا بالفوز في أستاد الشارقة، والتأهل رسميًا من هناك قبل لقاء أستراليا الذي بالتأكيد سيكون للاحتفال الجماهيري، لا أقل ولا أكثر، أما، لا قدرالله، لو خسرنا من الصين، وكسبت أستراليا لقاء اليابان، فإن الأمور ستنقلب رأسًا على عقب، وستتعقد إلى درجة كبيرة في لقاء الثلاثاء أمام أستراليا، ويصبح الفوز أمرًا لا مناص منه، وإلا سنكون في الملحق الآسيوي، وهنا ستكون فرصة التأهل لكأس العالم معقدة وضئيلة بعد أن يلاقي ثالث المجموعة الأخرى في بلد محايد، ثم يتأهل الفائز لمواجهة خامس أمريكا الجنوبية، لكن دعونا من تلك الحسابات والنظر للفرق الأخرى، ولنحسم لقاء الليلة دون اعتبارات أخرى.
هل نستطيع التأهل دون كيف وكم ومتى؟ نعم هل لدينا القدرة لتكرار الفوز والمضي قدمًا نحو التأهل للمرة السادسة، بالطبع، فالأخضر رغم خساراته الأخيرة من اليابان إلا أنه ما زال مرشحًا قويًا، فالتوليفة التي نجح رينارد في تكوينها وصهرها في مجموعة واحدة قادرة على تأكيد قوة وشخصية الأخضر، وفوق ذاك تلك الإشارة التي جاءت في سياق مؤتمر مدرب الأخضر أمس، بقوله إن الفترة الحالية رائعة بالنسبة للكرة السعودية، حيث نستشعر الدعم والطموح لدى قيادة البلد والشعب، ونريد أن نقدم لهم الشكر على هذا الدعم بالتأهل إلى المونديال.