|


عبدالرحمن الجماز
الفقر النصراوي
2022-03-25
لا جديد يذكر في المشهد النصراوي المتكرر كل موسم، صيف مليء بالصفقات والتحشيد والتهديد للمنافسين، ينتهي به المطاف أخيراً إلى موسم صفري، ومن ثم تبدأ معها رحلة من الألم والمعاناة من الجماهير النصراوية، والمطالبة برحيل الإدارة.
نعم هي حكاية كل موسم ولا أظنها ستنتهي، مادام النصراويون يبالغون في طموحاتهم ويضعون من أنفسهم نداً للهلال، وهم ليسوا كذلك، ولغة الأرقام لا يمكن تجاهلها أو حجبها.
وسيظل الوضع النصراوي المتأرجح دائماً بين هبوط وصعود قائماً، ما لم يحدث النصراويون أنفسهم تغييرات جذرية، وانتفاضة على الأساليب البالية التي باعت لهم الوهم وصنعت من فريقهم عالمياً، وهو بالكاد يتواجد في المرتبة الرابعة على مستوى الأندية السعودية بعدد البطولات.
أعلم مسبقاً، أن الفريق النصراوي والمشجع النصراوي المغلوب على أمره ومعه إدارات النصر في عصره الحديث، لم تستطع مقاومة المد لبعض الإعلام النصراوي، وكانت أسيرة لأطروحات المظلومية والمؤامرة الكونية، سرعان ما انكشفت حبالها الكاذبة في لحظة الحقيقة.
النصر في سنواته الأخيرة لا يعاني شحاً مالياً، بل على العكس تماماً فيكاد الأصفر أن يكون الأوحد بين أقرانه يتلقى دعماً مالياً ضخماً، ولا يعاني فقراً في المواهب والصفقات، حيث يتربع الفريق على رأس الأكثر توقيعاً للصفقات محلياً. وخارجياً، ولكنها تفشل في كل مرة من صنع فريق لا يُقهر، أو على الأقل يكون قادراً على الثبات في المنافسة بما يتوازى مع حجم الصرف الكبير.
ولا أعتقد أن مسألة اقترانه بالهلال فقط ستكون مقنعة لدى جماهيره، ما لم تكن هناك بطولات ومنصات يعتليها الفريق على الواقع، مثلما يفعل الجار الجغرافي الذي أكل الأخضر واليابس.
وليس من المعقول أن يظل النصر وجماهيره الكبيرة رهينة لأفكار منتهية يروجها بعض إعلامه، طال الزمن أم قصر.
وليس من المعقول أن يكون النصر عاجزاً عن تحقيق بطولة كبرى مثل دوري أبطال آسيا منذ تأسيسه، وليس هناك مبرراً واحداً يبقيه عاجزاً عن تحقيق كأس الملك لأكثر من 33 عاماً، وهو بمثل هذه الأوضاع المريحة مالياً وفنياً.
الغريب من كانوا يرفعون راية التغيير في النصر حينما كانوا بعيدين عن منصب الكرسي ويطالبون برفض مفاهيم المؤامرة وافتراض العدو الوهمي المتمثل بالمظلومية، هم أنفسهم من تخلى عنها، وهو أول من انقلب عليها، كما يفعل رئيسه الحالي مسلي آل معمر، وهو ما يعقّد الصورة ويعطي مؤشراً أن حكاية كل موسم ستتكرر.