|


تركي السهلي
سادس مرّة
2022-03-26
لسادس مرّة نصل إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم عن المنتخبات الكبيرة. فعلناها خمس مرّات من قبل. كان الظهور الأوّل في مونديال أمريكا 1994م طاغيًا في الحضور والنتائج بالوصول إلى دور الستة عشر وتسجيل هدف من علامات الفيفا في كل البطولات.
في كُل المشاركات لعبنا ست عشرة مباراة فزنا في ثلاث وتعادلنا في اثنتين وانهزمنا في إحدى عشرة مباراة. وفي التاريخ لن ننسى المباريات الكارثية أمام ألمانيا 2002م حين الخسارة بثمانية أهداف، وفي 2018م في الافتتاح هزيمة من الروس بخمسة أهداف شاهدها نحو اثنين مليار مشاهد حول العالم.
ماذا نريد من الذهاب إلى الدوحة الآن؟ هل الفرح بسبب التأهل أم لأننا ننوي كتابة صفحة جديدة؟ كيف للجهتين المشرفتين وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم أن تعلنان عن حفل كبير ونحن لسنا جددًا على العالم؟ ما الداعي وما المبرّرات؟
الواقع يقول إننا نبني هُويّة ناصعة لوجهنا الرياضي والاجتماعي، وهذا مفهوم ومرحب به من الجميع وكلنا في حال انسجام وعمل. لكن لماذا نحتفل بأمر اعتدنا عليه؟ نحن عرفنا هذا الأمر منذ أكثر من ربع قرن، فلما التعبير المُكرّر؟
الواجب، أن نستنطق مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن قبله وزير الرياضة ونحاصرهم بالأسئلة عن مصير أخضرنا في قطر وإلى أي مدى هناك عزم على اللعب كما يجب لفريق عمره في كأس العالم يبلغ نحو ثلاثين عامًا. نحن لم نعد صغارًا في المونديال، وروحنا لا بد وأن تكون على نحوٍ مختلف عن السائد الأخير الذي تولّد بفوز الهلال بكأس آسيا والاحتفالات الصاخبة التي رافقته وترويج “جودة المشاركة” ثم هزائم مُذلّة في البطولة الأكبر والبقاء في دائرة المناكفة المحليّة. هذا الوضع لا نريده أن يكون ولا نريد لأصحاب مشروعه أن يتولّوا شأن المنتخب، وعلى الجميع احترام رغبة الأغلبية والحسّ الوطني في ذلك.
إننا نصحو كل يوم على أرقام سعودية جديدة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والسياحة والترفيه والرياضة، ولم نكن راقصين ولا واقفين بعد الوصول، بل ندوّن الرقم ونركض باتجاه أعلى وأكبر وأكثر قيمة. هكذا نحن وهكذا يجب أن نكون وهكذا علّمنا قائد التغيير وموقظ الهمم محمد بن سلمان بن عبد العزيز. لقد أخذنا الدرس تلو الدرس وحان وقت أن نطرح درسنا الخاص وكفى بنا أن نقبل بما لا يعبر عنا وكل مرحلة تتبعها مرحلة ينبغي أن نكون أكثر طولًا وأرفع همّة.