|


أحمد الحامد⁩
أجواء مونديالية
2022-04-03
في كأس العالم لا توجد مجموعات سهلة وصعبة، ولا يتدخل التاريخ لتعديل النتائج، لأن المنطق في كرة القدم يوضع جانبًا، ولأن المستديرة في لحظة ما تتخلى عنه، فتصبح كرة القدم منطق اللامنطق، وهذا من أسباب استمرار إثارتها.
حيث لا كبير دائمًا.. ولا صغير دائمًا، كان الإنجليز يعتقدون أن فريقهم المنتخب من البلد المؤسس لقواعد اللعبة أكبر من أن يلاقي فرقًا صغيرة، كان ذلك غرورًا وغشامة، وعندما أُرسلت نتيجة مباراة المنتخب الإنجليزي والمنتخب الأمريكي عبر البرقيات، ظن المحررون الإنجليز أن النتيجة لصالحهم، فلا يمكن أن يفوز الأمريكان الذين كانوا بلا تاريخ كروي على البلد الذي وضع قواعد كرة القدم الأولى، فظهرت صحفهم ذاك الصباح بفوز الإنجليز بهدف مقابل لا شيء، وكانت النتيجة هي العكس. كانت كرة القدم تعطي دروسها الأولية، وتعلم العالم أن لا كبيرًا على الدوام، ولا صغيرًا للأبد، وها هي تعيدها مرة أخرى، لتذكر من نسي، وتقول له ألَّا ينسى، فأخرجت المنتخب الإيطالي الفائز ببطولة أمم أوروبا من التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وسمحت بعد طول انتظار لأفضل مهاجم في العالم رونالدو أن يلتحق وفريقه في الرحلة المتأخرة، وليجلس في المقاعد الأخيرة، وهو الذي كان يجلس في كل مرة على مقاعد الدرجة الأولى.
• قبل بداية التصفيات توقعت أن يتأهل المنتخب السعودي متجاوزًا منتخبي اليابان وأستراليا، لا خبرة عندي أكثر من الشعور، كان شعوري قبل التصفيات أن فيهم خلطة ذكرتني بالعام 1994، تلك الخلطة التي تحقق الفوز، يسميها البعض بالمهارات، ويسميها آخرون بالروح، ولا أعرف مسماها الحقيقي، لا بد أن لها اسمًا آخر، فلا يوجد ما يثبت أن مهارات صقور 94 كانت أفضل من مهارات البلجيكيين، أفضّل أن أسميها خلطة الفوز، وما زلت لغاية الآن أشعر بنفس الشعور، أن صقور 2022 قادرون على كتابة قصة جديدة، تشبه قصة 94 ولا تشبهها، قصة فيها من الإثارة والحماس والانتصارات ما كان عليه الأخضر في نهائيات 94، ولكن هذه المرة بشكل مختلف، كل ما نريده أن تكون أطول بفصل واحد.
• مجموعة الأخضر السعودي صعبة، لكنها ليست الأصعب في تاريخ مشاركاته، في رأيي أنها مقاربة لمجموعة عام 94 بوجود هولندا وبلجيكا والمغرب. قد يكون للتواجد في المجموعة الصعبة نتائج أفضل على مستوى اللاعبين وحماسهم. بالنسبة لي أعتقد أن الأخضر قادر على جمع 4 نقاط، وأن مباراة المكسيك أصعب من الأرجنتين. أعتقد بأننا سنرى مشاركة مونديالية متميزة مع وجود الجماهير السعودية المساندة في الملعب.