|


رياض المسلم
بشير بين الصحوة والدشير
2022-04-03
يضع القائمون على البرامج الرمضانية جهدهم في الحلقة الأولى متبعين المقولة الشهيرة “الانطباع الأول هو يرسخ في الأذهان”، وهو ما ذهب إليه برنامج الراحل الذي يقدمه العزيز محمد الخميسي عندما اختار الفنان الراحل بشير حمد شنان ليفتتح به موسمه السادس..
استمتعت بمتابعة الحلقة “التاريخية”، ولقاء مرافقي درب بشير في مسيرته وعائلته، قدم محتوى يليق بالفنان الكبير الذي أطرب أجيالًا عدة ولا يزال صيته لامعًا حتى بعد رحيله منذ 48 عامًا..
الحلقة مدتها ساعة كاملة، وافتقرت إلى فيديو واحد عن الراحل رغم أنه لم يظهر في العصر الفرعوني فقد كان ذروة نشاطه الفني في نهاية الستينيات الميلادية من القرن الماضي، وفنانون سبقوه في الزمن خلدت أعمالهم تلفزيونيًا.. وحتى القائمون على قناة ذكريات السعودية، “نبشوا” الأرشيف ونفضوا الغبار عن الأشرطة القديمة فلم يجدوا ما يخلد تاريخ النجم الراحل..
يقول الزميل عبد الرحمن الناصر في لقائه خلال البرنامج أن هناك حلقة تلفزيونية سجلت لبشير شنان وقدم فيها ملامح عن مسيرته وأطرب المذيع والمصورين فقط، فقد أتلفت الحلقة قبل ظهورها على الشاشة بيد فاعل ولم يعرف دوافعه حينها..
بشير شنان فنان رسم خرائط الأحياء الشعبية في مدينة الرياض، وكان “قوقل ماب” ذلك الزمن، فكان الشاعر والملحن والمؤدّي، وصيته صدح في الوطن العربي ولكن من المخجل ألا يظهر فيديو واحد على الأقل يقدم هذا النجم للأجيال المتعاقبة الذي اشتكت جدران المدارس والمنازل من اسمه المخطوط عليها من معجبيه..
ويبدو أن بشير شنان كان يتحمل عدم ظهوره إعلاميًا بالشكل الذي يليق بفنه بسبب بعض أغانيه “الخارجة عن النص” بمباركة من بعض رفاقه في ذلك الزمن، وسجلت له فيديوهات في حفلات خاصة لكن للأسف أنها أحرقت بسبب ظهور الصحوة في نهاية السبعينيات الميلادية كما يشير بعض المقربين منه في الحلقة..
بشير.. رسم خطًا خاصًا له.. وسمع الملايين فنه رغم أنه رحل عن الثمانية والعشرين عامًا.. وكان يستحق توثيق مسيرته الفنية بشكل لائق.. لكنها أخطاء الماضي يدفع ثمنها العشاق..