|


تركي السهلي
لقاءات نوفمبر
2022-04-03
في الثاني والعشرين من نوفمبر للعام الميلادي الجاري سيكون على المنتخب السعودي الأوّل لكرة القدم مواجهة الأرجنتين ضمن كأس العالم قطر 2022، وسيكون عليه أيضًا أن يلتقي بولندا والمكسيك في ظرف أسبوع.
هكذا جاءت قرعة المونديال الجمعة الماضية. الأوساط الداخلية أخذت النتيجة على حال وسط لا تفاؤل ولا تشاؤم، والمدير الفني للأخضر الفرنسي هيرفي رينارد لا يرى مستحيلًا في عالم المستديرة ونحن نتأمّل.
السؤال الكبير: هل نحن عاطفيون أم واقعيون مع فرص المنتخب السعودي؟
إذا كُنّا في أيّ من الحالتين الواقعية أو العاطفية ما دورنا ومن نحن؟ هذه التساؤلات تُطرح لنعرف هل نحن نقف سويّة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم برئيس مجلس إدارته وأمينه العام وأعضائه، أم أنّنا لا نتجاوز وضع الترقّب والانتظار والكلام المكتوب. في العمق، حينما رقص المسحل ومعه القاسم في غرفة الملابس مع اللاعبين بعد مباراة أستراليا، هل كان رقصهما وفرحهما لأنهما اعتبرا الوصول نجاحًا لهما أم لنا جميعًا. الأمر ملتبس على ما أظن.
في تصريحات إبراهيم القاسم بعد تصدّر المجموعة الآسيوية تذكّر الضغوط والأخطاء الداخلية منهم كاتحاد وكأفراد عاملين في وضع المسابقات المحليّة في انعكاس على حجم الارتباك، لكنّنا لن نأخذ التأهّل على أنه ممحاة لكل الأخطاء المُرتكبة منه ومن الرئيس ومن الأعضاء. الوصول لقطر لا يعني النجاح الكُلّي ولا يعني أيضًا نسيان الأداء في المرحلة السابقة.
نعود إلى لقاءات نوفمبر وتصريحات رينارد وتردد الطرح الداخلي لنُحدّد وضعنا على وجهٍ دقيق كي لا نعود للنتائج الثقيلة في كأس العالم وكي لا نؤخذ في صحافة العالم على أننا أصحاب الشباك المفتوحة في كل مونديال. ونطالب بأداء دفاعي وتركيبة شرسة ونبتعد عن الاستحواذ وجماليات العنصر الواحد، وهنا لا بد من التفكير في المنهج التدريبي والعناصر اللاعبة. هذه المرّة لا منتخب عربيًا في مجموعتنا ولا فرصة لدينا للانتصار الإقليمي. لدينا أربعة لاعبين متجاوزين للثلاثين من العمر، وهم ركائزنا في اللعب، ومنهم القائد، وليس لدينا موهبة ممكن تقديمها للعالم.
إنّنا أمام وضع مُعقّد كون من سنلعب أمامهم حائزين على كرات ذهبية كأكفأ لاعبي العالم مثل ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي، ولا مجال للنجاة منهم إلاّ بإيقافهم، وهذه معادلة لا أدري كيف ستتم. وبدون تقليل لا بد وأن نستفيق وأن نضع في الاعتبار أن رقصة ياسر المسحل ومعه إبراهيم القاسم تعنيهما فقط، وأننا في الدوحة لا نريد تكرار الهزائم الثقيلة.