|


تركي السهلي
تدويل الأخلاق
2022-04-17
تختص لائحة الانضباط والأخلاق بتطبيقها على اللاعب المحترف والهاوي في الأندية السعودية ولم تقل لاعبًا مواطنًا أو أجنبيًا.
وفي الفقرتين الثالثة والرابعة من المادة الثانية من الفصل الثاني في الأحكام التمهيدية للائحة المُنظّمة إداريًا من أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم أتى النص: ترسيخ مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف واللعب النظيف والتحلّي بالأخلاق الحميدة التي تؤكد على أهمية احترام وتطبيق الأسس والقواعد التنظيمية والقانونية لكرة القدم وتحرّي الممارسين لها والمنتمين إليها لأقصى درجات النزاهة والأمانة والشرف والاستقامة، الحفاظ على الصورة المشرفة للرياضة السعودية بصفة عامة وكرة القدم خاصة من خلال ضمان ردع كل سلوك مخالف بشكل فعال ومناسب.
في الأخبار التي وردت حول شكوى لنادي النصر ضد اللاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله وأطراف من نادي الاتحاد ذهبت القصّة كُلّها إلى “لجنة الاحتراف” التي بدورها “رمتها” إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على اعتبار وجود طرف أجنبي.
الواقع أن الأمر كلّه يتمحور حول أدلّة النصر الأخلاقية والفقرتين 3 و4 من المادة الثانية في لائحة الانضباط والأخلاق، فلماذا أُخذت المسألة إلى مناطق بعيدة وتخلّى حُراس النزاهة والشرف والأمانة عن مسؤولياتهما وأدوارهما في قضية تمس قيم اللعبة الشريفة وسمعة الرياضة السعودية بالدرجة الأولى؟
الأمر به خلل عميق حتى وإن كان هناك خطأ إجرائي من أي طرف طالما أن اللائحة نصّت على التطبيق وشرّعت التعريف وأنظمتها تسمح لها بالتحرّك وإنزال العقوبات بنص القانون.
وفي التفاصيل المضبوطة فإن الحالة واضحة جدًا والأدلّة دامغة والقضية الأخلاقية مكتملة الأركان والاختصاص موجود ولم يكن هناك داعٍ للتنصّل وقذف الكرة إلى مرمى بعيد وإضعاف المنظومة السعودية أمام الرأي العام الداخلي ونزع الثقة من نفوس المراقب المحلّي وجمهور اللعبة.
إنّ ما تبذله الجهة الرياضية من جهد هائل لتصدير سمعة دولية يتم الآن الإخلال به عبر غموض في العمل الصحيح النزيه من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم وأمانته العامّة وهو أمر غير مفهوم وغير مُبرّر وغير مقبول تحت أي حجّة أو ذريعة.
لقد قال ياسر المسحل إن الحديث عن قضيتي “كنو” و”حمد الله” المنظورتين من لجنة الانضباط يتأخر بحكم الإجراءات فكيف أصبحت قصة حمد الله ضمن إطار الاحتراف واختصاصها خارجيًا؟
إن الجميع يتناقض والأشخاص الذين يرون بـ “التدويل” هم أضعف من أن يتصدّوا لقضايا “الأخلاق”.