|


تركي السهلي
قرار فاصل
2022-04-26
القرار الذي سيصدر عن شكوى نادي النصر للجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي ضد نادي الاتحاد ولاعبه عبد الرزاق حمد الله سيكون فاصلاً بلا جدال. فاصلاً في تاريخ التقاضي بالنظر إلى نوع القضيّة، وفارقًا في إبراز شخصية الاتحاد الأهلي ونقطة تحوّل للإعلام الرياضي.
لقد نادينا الاتحاد السعودي لكرة القدم كثيرًا وصحنا فيه أن يستيقظ ويطرد عنه وهم النجاح بعد صعود المنتخب الأوّل لكأس العالم في قطر وقلنا له إنّ تسيير مسابقة الدوري وضمان عدالة منافساتها يمثّل نجاحًا كبيرًا ربما يفوق الوصول الدولي ووضعنا أمام عينيه أن كُل الضخ المالي الذي يتلقّاه من المؤسسة الرياضية أزاح عن كاهله الحمل الثقيل وضمن له أن يكون رشيقًا ذكيًّا سريعًا في القفز من خانة كسب إلى خانة كسب أخرى دون أن يسقط أو حتى يتعثّر وأعطيناه حدود المسافات التي رسمها له موقع السعودية الرياضي الجديد ونهج بناء السمعة الذي غطّى الأرجاء بالمناشط والفعاليات والبطولات المنظّمة بل أن الأمر وصل إلى تحديد شكل ولون وأسلوب العلاقات مع الاتحادات الإقليمية والدولية.
إن الاتحاد الحالي هو اتحاد “مُرفّه” و”محظوظ” بما توفّر له وبما وجده من دعم لا محدود.
لقد انكشف رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر من مرّة وسبب انكشافه تغطيته الدائمة لأمين الاتحاد العام الذي أخفق في عملية الربط بين الاتحاد ولجانه وقصُر عن الذهاب إلى مناطق واضحة بين الأندية المحترفة وأصبح موضوعًا في الحركة “الدولية” أكثر من اللازم سواء بالتمثيل أو بالإنابة وغاب عن ذهنه وذهن من معه أن الرحى يدور بغير نتاج طحن. إنّ الاتحاد أمام مرحلة فاصلة في إعادة تصدير شخصيته وتقديم وجه مختلف عن ذلك الذي كان يظهر لسنوات طوال.
إنّ الإعلام وهو السُلطة الكبيرة يقف الآن في مرحلة اتجاهات، ومتى ما ظهر القرار العادل فإن الرأي العام سيقف على نقطة وضوح بين من سعى إلى دفن القصّة وبين من رفع لواء الحقيقة، وهذه المسألة وإن كانت غائبة عن عقل الاتحاد ورئيسه وأعضائه وأمينه العام إلاّ أنها تبقى شاخصة أمام صُنّاع الرأي والجماهير بتعدّد ميولها.
لقد غفى مجلس إدارة الاتحاد السعودي كثيرًا وحانت فرصة نهوضه وتسجيل موقف سيبقى على أبد الدهر ماثلاً لن تمحوه السنين. إنّ الرسائل تُبعث الآن والأغلب يُنادي فإمّا أن يفعل الاتحاد أو يبقى في وجهه القديم الهزيل الخائف.