|


مهاجم المنتخب والأهلي توفي في رمضان بعد انقلاب سيارة الأربعة

رحيل الرويحي.. سر يفجع رفاق الطريق

صورتان التقطتا لخالد الرويحي بقميص المنتخب السعودي للناشئين.. يظهر في إحداها بمفرده وفي الأخرى ثالثا من اليسار بين الوقوف متوسطا الراحل عبدالله الشريدة ومحمد السويلم قبل بدء مباراة على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض(أرشيف سامي الجوفي)
جدة ـ عبد الغني الشريف 2022.04.28 | 01:29 am

“أخفوا عني لمدة شهرين مصرعه بسبب الحادث”، عبارةٌ ذكرها سامي الجوفي، لاعب كرة القدم السابق والمدرب، وسط حديثه لـ “الرياضية”، حين استعادت معه وقائع وفاة خالد الرويحي، مهاجم فريق الأهلي، التي آلمت الوسط الرياضي السعودي خلال النصف الأول من رمضان 1412هـ.
تُوفي الرويحي في 14 مارس 1992م، الموافق 10 رمضان، على طريق عودته مع 3 من أصدقائه، بينهم الجوفي، من عمّان إلى تبوك، منطقتهم، بعدما اصطحبهم مهاجم الأهلي إلى الأردن لجلب بضاعة جديدة إلى متجر ملابس كان يمتلكه في شارع إمارة تبوك القديم.
ويروي الجوفي: “سكنتُ مع الراحل غرفة واحدة ليلة العودة، وتكلمنا عن الأهلي ورجالاته، خاصةً الأميران خالد بن عبد الله ومحمد العبد الله الفيصل، كانا يعاملانه وكأنه ابن لهما، وتطرّق كلامنا إلى أحلامه في عالم الكرة”.
وقبل الأهلي، برَز اسم الرويحي عبر فريق الوطني في تبوك، والمنتخب السعودي للناشئين. ومع المنتخب، كان جزءًا من إنجازي التتويج بكأس آسيا 1988م في تايلاند وكأس العالم تحت 17 عامًا 1989م في إسكتلندا، وله 4 أهداف في تلك النسخة من مونديال الناشئين.
بعد الإنجاز المونديالي، انضم إلى فريق الأهلي الأول، وأسهم في نيل وصافة الدوري السعودي 1989ـ1990م، بفارق نقطتين خلف الهلال.
ورغم شهرته المبكرة، ظلّ الرويحي مرتبطًا بأصدقائه في تبوك وفريق الوطني.
وقال الجوفي عنه: “الشهرة لم تغيّره، بقِي متواضعًا وكريمًا وصريحًا يكره الكذب، واعتدنا منه التضحية لأجل أصدقائه ومحاولته إسعادهم، وقد زاملته في سفريات عدة خارج السعودية”.
واستعاد الجوفي ذكرياته عن حادث السيارة المميت مبيّنًا: “سافرنا معه بطلبٍ منه، ليستأنس بنا، وعندما بدأنا رحلة العودة، عند الـ 03:00 فجرًا تقريبًا، قدت أنا السيارة وضيّعتُ الطريق داخل عمّان، فمازحني خالد، وضحِك مفلح العتيبي وبدر الشايع، فغضِبت منهم، وتوقفت ونزلت، وقلت لخالد لن أكمل القيادة.. تعال أنت سوق.. فرفض.. ثم نزل بدر وقاد وجلست أنا بجانبه، وفي الخلف، جلس خالد ومفلح اللذان قالا سننام”.
ويكمل اللاعب السابق: “بالغ بدر في السرعة، فحذرناه، لكنه استغل نومنا واستمر، بعدها لم نعلم ماذا حدث إلا في المستشفى، في حين ذكر تقرير الحادث أن الإطار الأمامي للسيارة انفجر، وانقلبت بنا الجيب 8 مرات، وكانت على سرعة 160 كم تقريبًا”.
وبعد الحادث، مكث الثلاثة الذين بقوا أحياء داخل أحد مستشفيات عمّان، حتى تحسنت حالتهم وأعيدوا إلى السعودية.
ويتذكر الجوفي: “بعد شهرين من تنويمي في المستشفى، فُجِعتُ بوفاة خالد، وعلِمتُ أن الجميع تعمّدوا إخفاء الخبر عني وعن أصحابي، وكأنه سر، لمعرفتهم بحبّنا البالغ له”.


رحيل الرويحي..
سر يفجع رفاق الطريق

رحيل الرويحي..
سر يفجع رفاق الطريق