|


تركي السهلي
شارع الأبراج
2022-05-07
لم تكن هزيمة الشباب من النصر أمس الأول برباعية خسارة فريق من فريق، بل هزيمة لمشروع خالد البلطان، لسنوات “تلاعب” الرئيس الشبابي بالمدرجات على نحوٍ يضمن له البقاء في الدائرة وبتصريح مسلّي آل معمّر بعد المباراة “دُفن” صوت مراوغة الجماهير، ضربة قاصمة للبلطان وإنهاء له.
لم يكن هُناك مجهود خارق من مسلّي لكي يقضي على محاولات احتكاك رئيس النادي الأقدم في العاصمة بجماهير النصر، فكل ما أظهره وما احتاج أن يفعله هو الإلغاء الفردي وإعلاء شأن الكيانات، وهذا موت حتمي بالنسبة للبلطان، كونه لا يحيا إلاّ في المناطق الجدلية.
بعد الاطمئنان على النتيجة التفت مشجع نصراوي لرئيس الليث وكانت لقطة الخُلاصة.. النديّة بين رئيس ومشجّع.. هكذا وضع البلطان مكانته وحدّد خانته، يقترب الشباب من عقدٍ من الزمان دون بطولة، وسيصرخ يومًا مُشجّعوه في وجه كُل شيء رفضًا للرئيس ومللًا من تصريحاته وألوانه الباهتة.
ليت “الليث” يعود إلى زمن “خالد بن سعد” حين كان النادي “شماليًا” مُتسعًا على كل الاتجاهات و”مشلحًا” يرتقي إلى منكبي رجل يتخذ من الرياض ساحة للتقدير ومن مجالسها نقطة معرفة ومن ملاعبها ميدان تفوّق. بهُت الشباب منذ أن وطأته أقدام “رجل العقارات” وغابت الراية المرفوعة على أسطح الوادي عن الرفرفة من هواء النخيل. لم تعد خطوة أبناء “الشيخ” قادرة على السير فوق التربة المألوفة وبات الأثر المتروك للّيالي الحالكة.
لقد كان العاصميّ الأبيض الكبير مصباحًا مُشتعلًا من أنفس الحُرّاس، ثم أصبح رائحة شعلة في ممرٍّ ضيّقٍ قديم. انطفأ النور وطغى الظلام في البيت الشبابي، كان يجب ألّا يدخل على الناصع صابغ آخر ويضيع الشعار.
من المؤلم أن تغيب عن رايات وألوان نادي الشباب صورة “تحسين” و”المغنّم” و”المعجل” و”الرومي” و”فؤاد” و”العويران” و”المهللّ” و”الرزقان” وخالد بن سعد وقوفًا بجانب الجميع وتحضر بدلًا من ذلك كُلّه رائحة لا تترك في المحيط إلاّ تذويبًا للهُويّة الأم. ليتنا نكتب للشيخ رسالة فيعود للبياض ويؤثر في الألوان كُلّها ويبدأ رحلته من جديد في الاتجاه نحو العمق والعراقة والمبادئ الصلبة، ليتنا نبدأ من البديعة والشفاء وسلطانة والسويدي دون أن يأخذنا “شارع الأبراج” إلى الاتجاه لمخُطّط معماريٍّ خالٍ في شمال الرياض.