أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2022-05-13
ـ مقال اليوم مما نشرته وكالات الأنباء، اخترت منها ما هو بعيد عما يثير القلق، يكفي ما نقرأه عن الحرب الروسية الأوكرانية، وكل ما يقال من أنها قد تكون بداية الحرب العالمية الثالثة، ومع كل ما قيل عن إمكانية توسعها إلا أن تحليلي أن الدول ليست على استعداد لحرب كبرى، وتحليلي ليس من قراءات سياسية أو اقتصادية بل (جدعنة) مني أنا من باب التفاؤل بعالم هادئ.
يقال إن عالم التجارة اليوم هو عالم الأفكار الجديدة، لأن المنافسة في ما هو تقليدي أصبح صعبًا، كما أن الناس يرغبون بما هو جديد وغريب، في الأرجنتين تم افتتاح مطعم للمحبطين، يقول صاحب المطعم إن لا أحد يدعم المحبطين وكل المديح يوجه للناجحين، لذلك قررت أن أساعد المحبطين الذين هم بحاجة منا إلى كلمات تثير حماسهم وتجبر خواطرهم. كل ما على المحبط أن يتوجه للمطعم ويذكر للعاملين أسباب إحباطه، ثم يقوم العاملون برفع معنوياته من خلال مدحه وذكر صفاته الجميلة، فإن كان سبب إحباطه عاطفيًا يقول له العاملون بأنه رومانسي ووسيم وألف امرأة يبحثن عن رجل بمواصفاته، وإن كان محبطًا بسبب ظروف عمله يقومون بتحفيزه وشتم مديره الذي لا يقدّر إمكانياته، ويقولون له قصص نجاح المشاهير وما عانوه في بداياتهم، المطعم حاليًا يحقق نجاحات كبيرة، وصار الحصول على طاولة لا يتم إلا عبر الحجز المسبق. سأحاول السفر للأرجنتين وزيارة المطعم بأقرب فرصة، لا أدري لماذا تخيلتهم وهم يقولون لي: حالتك أكبر من إمكانياتنا!
ـ يقال بأن العاشق لا يرى إلا وجه حبيبته، ولا يعرف طريقًا إلّا طريقها، في الهند فكَّر كهربائي عاشق بفكرة تمكنّه من أن يلتقي بمحبوبته بعد منعه من رؤيتها، لم يجد سوى أن يقطع التيار الكهربائي على القرية التي تسكن فيها، ثم يعيده بعد خروجه من القرية، كانت فكرة ناجحة استطاع خلالها أن يلتقي في الظلام مع محبوبته عدة مرات، مكنه ذلك من إلقاء أشعاره التي كتبها خصيصًا لها، بالإضافة لذكر القصص عن شجاعته وبطولاته وتميزه على بقية الشباب، لكن السكان تساءلوا عن السبب الذي يجعل التيار الكهربائي ينقطع عن قريتهم ولا ينقطع عن بقية القرى، راحوا يراقبون مداخل القرية فشاهدوا العاشق في إحدى الليالي يدخل القرية قاطعًا الكهرباء عنها، بعد دقائق التقى بمحبوبته وصار يحدثها عن آخر معركة خاضها ضد ثلاثة أشخاص أشبعهم ضربًا، بعد أن انتهى من حكايته تم إلقاء القبض عليه، ومارس سكان القرية كل فنون الملاكمة والجودو على العاشق، كان الحل الوحيد الذي توصل له مجلس القرية هو زواج الشاب بالفتاة، وافق الشاب وتم الزواج. يقال والله أعلم بأن بعض سكان القرية سمعوا الشاب بعد أيام يمشي ويردد: ليتني تحملت الضرب وما وافقت!