|


د. حافظ المدلج
رحيل خليفة
2022-05-13
حين يرحل العظماء، تتعطل ساعة الزمن، ويتوقف العالم، ليودِّع الراحل، الذي ترك أثرًا عظيمًا، لامس حياة البشر في كل مكان، وعندها نبحث عن كلمات الوداع فلا نجدها، لأننا غير مستعدين للحظة الوداع، لذا تجدنا نجتهد في التعبير عن مشاعر الحزن التي انتابتنا عند سماع خبر الوفاة، لكننا نكتشف عجزنا أمام حجم المصاب الجلل. كان هذا حالنا حين سمعنا خبر “رحيل خليفة”.
كان المغفور له بإذن الله الشيخ “خليفة بن زايد” كريمًا مع الجميع، دون استثناء، فحيثما وُجِدَ المحتاج، كان له “خليفة” عونًا ومعينًا على قضاء حاجاته. ويندر أن تجد أزمةً في العالم لم يسهم في حلها، خاصةً إذا ما تعلق الأمر بالإنسان المستضعف الذي لا حول له ولا قوة. وسيخبركم الأطفال في مخيمات اللاجئين عن عدد المدارس التي بُنيت على نفقة الفقيد حتى لا يفوتهم قطار التعليم، الذي يمثل عصب الحياة وركيزة المستقبل، لذا بكى الأطفال عند “رحيل خليفة”.
مَن يشاهد الإمارات اليوم، يعلم أن خلف نهضتها قيادةً حكيمة، استطاعت أن توفر لأبنائها سبل الحياة الكريمة، ومقومات الرخاء وراحة البال، التي جعلتهم من أكثر شعوب العالم سعادةً، لذلك قال الشيخ “محمد بن زايد” في نعي أخيه الأكبر: “إنا لله وإنا إليه راجعون، فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة، مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن”. لذلك ستبقى نهضة الإمارات باقية بعد “رحيل خليفة”.
جميع دول العالم شاركت الإمارات حزنها على فقيدها الغالي، وخيَّم السكون على العالم الإسلامي، وساد الصمت دول العالم العربي، وكان المصاب في الخليج أكبر، فتغيَّرت برامج الحياة لتواكب المصاب الجلل، فكان يومًا مختلفًا، تغيَّرت فيه البرامج، وتوقفت الفعاليات بسبب “رحيل خليفة”.

تغريدة tweet:
في السعودية، أقرب دول العالم لشقيقتها الإمارات، أقيمت صلاة الغائب على الفقيد بعد صلاة العشاء في الحرمين الشريفين، كما قامت وزارة الرياضة، وهيئة الترفيه بتعليق المباريات والفعاليات لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم وفاته الجمعة، على أن يستأنف النشاط الرياضي الثلاثاء، وتلك وقفةٌ، تدلُّ على عمق العلاقة السعودية/الإماراتية، التي تمتد جذورها عبر التاريخ، الذي يشهد أن السعودي إماراتي والإماراتي سعودي. رحم الله الشيخ خليفة وجمعه في الجنة مع أبيه.
وعلى منصات التآخي نلتقي..