|


مساعد العبدلي
كرة القدم ملعب فقط
2022-05-14
ـ كرة القدم (متعة) شعوب العالم وليس (فقط) كما يقال بأنها (غذاء) الفقراء رغم أنهم (أي الفقراء) من يستمتع بكرة القدم (حقًا) بينما الأغنياء (يتاجرون) بهذه اللعبة الشعبية الجميلة التي فرضت نفسها من بين كل الألعاب محبوبة للناس في كل أرجاء العالم.
ـ (ما يختلف) حول كرة القدم هو (النظرة) حولها وكيفية التعامل معها (كلعبة) تنافسية ممتعة (تجمع) الشعوب حتى تلك التي (يفرقهم) الساسة.
ـ تشابه كبير بين أمريكا الجنوبية وإفريقيا حول مفهومهم ونظرتهم لكرة القدم، إذ يعتبرونها هواية يستمتعون بممارستها ومشاهدتها وتجد الشعوب (مهما كان وضعهم الاجتماعي) يهتمون بكرة القدم حتى باتت مصدر رزق لهم، وأصبح اللاعبون يصرفون على أسرهم وربما بلدانهم من دخلهم، إلى جانب أنهم (يمتعون ويستمتعون) بممارستها.
ـ في أمريكا الشمالية تعتبر كرة القدم (رغم قدمها) لعبة حديثة غير مقبولة ولا محبوبة من قبل السكان، إذ تبرز ألعاب كرة القاعدة (البيسبول) والسلة وكرة القدم (الأمريكية).. لذلك لم تبرز كرة القدم (التقليدية) في أمريكا الشمالية رغم محاولات جادة لإبرازها والاهتمام بها من قبل المكسيك.
ـ الوضع حول كرة القدم في آسيا (أكبر قارات العالم) ينقسم إلى قسمين.. سكان شرق القارة يعشقون كرة القدم بينما رجال الأعمال يتعاملون معها على أنها صناعة استثمارية ضخمة لذلك يغلب على تنافس اللعبة هناك الجانب الاستثماري.
ـ في غرب القارة (تحديدًا في الجانب العربي) ينظر السكان إلى كرة القدم بنظرة تنافسية (مبالغ فيها) ويخرج التنافس من الملعب ويستمر في الشوارع والمنازل، بل ويتسبب (أحيانًا) في توتر العلاقات بين الدول!
ـ سأقارن بين ما يحدث في ملاعب أوروبا وملاعبنا (السعودية).. هناك في أوروبا يتنافسون بشدة ويتعصب المشجعون ويخطئ الحكام (بشريًا وإلكترونيًا) ويتوتر اللاعبون والمدربون والإداريون.. لكن كل شيء (ينتهي) بمجرد أن يعلن الحكم نهاية المباراة ويذهب كل شخص إلى حياته (الخاصة) بانتظار المباراة المقبلة للمتعة أو حتى للتعصب (داخل) الملعب.
ـ هنا نتعصب ونتحمس ونتوتر (داخل) الملعب وخلال المباراة لكننا (نواصل) ذلك الحماس والتعصب والتوتر (خارجه) وطيلة الأسبوع في نقاشات حادة وصولًا للمباراة المقبلة، فتصبح (حياتنا كلها) كرة قدم ليست تنافسية، بل تعصب مبالغ فيه!
ـ لا نكتفي بالنقاش (الإيجابي) بل نذهب أبعد من ذلك وقد نخسر الكثير من أقاربنا وأصدقائنا بسبب كرة القدم.. المكاتب (الرياضية الرسمية) لدينا تبقى طيلة الموسم تنظر في قضايا كروية بالإمكان عدم حدوثها لولا (جهلنا أحيانًا) وتعصبنا أحيانًا كثيرة.