|


محمد المسحل
الألعاب المختلفة
2022-05-14
يمر وسطنا الرياضي بمرحلة مختلفة جدًا بل وتاريخية، من جميع النواحي سواءً من ناحية الدعم المالي المباشر من الدولة، أو من ناحية القوانين والحوكمة، أو حتى من ناحية دعم منظومات العمل الأخرى في الدولة، مثل وزارة الشؤون البلدية أو الصحة أو التجارة والداخلية والتعليم وغيرها.
ولذلك، أعلنت المؤسسة الرياضية منذ ستة أشهر تقريبًا، تأسيس العشرات من الاتحادات الرياضية الجديدة، وصلت لـ 91 اتحادًا ورابطة ولجنة رياضية، التي تغطي تقريبًا جميع الألعاب الرياضية المعروفة في الألعاب الأولمبية الصيفية بل والشتوية، إضافة لجميع الألعاب الشبه أولمبية وغير الأولمبية أيضًا، وهنا نحن نتحدث عن شريحة كبيرة جدًا من المجتمع أصبحت جاهزة للمشاركة في فعاليات ومنافسات هذه الاتحادات، التي تلقت دعمًا بحوالي 2.6 مليار ريال من برنامج جودة الحياة. وهذا يعني أن كل اتحاد رياضي حصل على حوالي 30 مليون ريال (إذا ما تم استثناء اتحاد كرة القدم ـ الذي غالبًا يمتلك ميزانية منفصلة).
بهذه الميزانية السخية، يُنتظر من اللجنة الأولمبية واتحاداتها الرياضية الكثير من العمل على أرض الواقع، لا سيما العمل الذي يزيد من ممارسي الرياضة بشكل عام (حيث ينتظرنا هدف هام جدًا في 2030، وهو الوصول لنسبة 40 في المئة من ممارسي الرياضة من المجتمع المستهدف)، وزيادة نسبة التأهل برياضيي النخبة لجميع هذه الاتحادات الـ 91.
المتابع المتخصص بل وغير المتخصص يستطيع أن يرصد مدى وضوح أثر عمل هذه الاتحادات على أرض الواقع، وبالتالي يستطيع أن يحكم إن كان هناك زخم وتفاعل مع رياضته المفضلة، أو العكس، وهذا سيظهر لهؤلاء المتابعين جليًا من خلال ما يراه في متابعاته اليومية العادية في الميدان، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، أو حتى من خلال وسائل الإعلام التقليدية من إذاعة وتلفزيون وصحف إلكترونية وورقية.
نصيحتي للقائمين على هذه المشاريع الرياضية في المؤسسة الرياضية وفي الاتحادات الرياضية بل وفي الإدارات الإعلامية المختصة فيها، هي القيام بتنظيم استراتيجية إعلامية ذكية وشاملة وقوية ومستمرة، لإلقاء الضوء على مناشط هذه الاتحادات وألعابها، وتحديد أسبوع معين لكل لعبة، مثل أن يخصص هاشتاق مثل: #أسبوع_البلياردو أو #أسبوع_ألعاب_القوى أو #أسبوع_كرة_المضرب، وغيرها من ألعاب، والتنسيق لإلقاء الضوء عليها وعلى أبطالها وطريقتها وتاريخها ولكيفية الاشتراك في فعالياتها والأماكن المخصصة لذلك، وغير ذلك المعلومات التي من شأنها إنشاء مجتمع راغب وهاوٍ لها.
الرياضات لا تزدهر لوحدها، بل تحتاج لمحركات دعم فنية وإعلامية عالية المهنية، وإلا فسيظل بعضها حبر على ورق، والبعض الآخر سينمو على نطاق ضيق، قد لا ترضى عنه الجهة التي ستتابع نسبة الإنجاز على الاطلاق.