|


أحمد الحامد⁩
حالة وإجازة
2022-05-31
ـ مقال اليوم مما نشرته وكالات الأنباء، بعض الأخبار تمتص طاقتك لما فيها من سلبية، لذلك صرت أحرص على قراءة الأخبار، التي تثير الحماسة، وتبعث الآمال، فالإنسان ضعيف بلا حماسة وأمل، حتى لو كانت قوته بقوة مايك تايسون، كنت قد سمعت الفنان حسام تحسين بك يقول في لقاء إذاعي، وكان قد بلغ الثمانين، إن العمر ليس بالأرقام، بل في الحالة، التي يعيشها الإنسان، فإن كان يعيش حياته بكل حيوية، فهو شاب، حتى وإن كان في الثمانين.
الخبر الذي من المفترض أن يثير الحماسة في كل من يظن بأنه تقدم بالعمر، وأصبح يردد: ما بقى كثر اللي راح، أقول له قبل أيام قليلة دخلت السويدية روث لارسن موسوعة جينيس كأكبر امرأة تقفز بالمظلة، وعمرها تجاوز القرن، وتحديدًا 103 أعوام. كما أن هذه القفزة لا تعتبر الأولى لها، فقد قفزت أول مرة عندما بلغت 101، أما قفزتها الأخيرة فكانت لدخول جينيس. لارسن تعلمت عن الطيران عندما بلغت التسعين، أي أنها كانت تتعلم للمستقبل، تخيلوا الحالة التي تعيشها هذه المرأة، لا أستطيع أن أصف حالتها بأقل من الحديدية! جعلتني لارسن أندم على كل لحظة شعرت فيها بأنني أصبحت “شايب”، وأخبرتني قفزتها بأنني كنت أعيش حالة غير متفائلة، وأنني في مرحلة كسل، وأعطت دليلًا واقعيًا أن عمر الإنسان لا تحدده الأرقام، إنما يحدده شعوره الداخلي. الآن عزيزي القارئ ما هي الحالة التي تعيشها؟ الإجابة ستحدد عمرك الحقيقي.
ـ هل تتذكرون الأخبار، التي تم تناقلها عن اعتماد بعض الشركات في بعض الدول نظام أربعة أيام عمل في الأسبوع بدلًا من خمسة؟ الجديد أن شركات بريطانية دخلت على الخط، وحصل أكثر من ثلاثة آلاف موظف في 60 شركة ومؤسسة على ثلاثة أيام إجازة، دون أن تخفض رواتبهم، ومع أن التجربة البريطانية تعتبر جديدة، إلا أن بعض الموظفين عبروا عن شعورهم بتجدد طاقتهم للعمل بعد كل ثلاث أيام إجازة، ولوحظ أن الموظفين صاروا لا يتغيبون عن العمل، ومن المفترض أن تبدأ شركات أسترالية ونيوزلندية التجربة. آمل أن يقرأ مديرنا العزيز في الإذاعة مثل هذه الأخبار، لماذا يسمع كل الفقرات التي نقدمها في الإذاعة ويناقشها معنا، ولا يستمع للأخبار عن عطلة الثلاثة أيام، التي نكررها في برامجنا بمناسبة وبدون مناسبة؟ أليس هو من يقول في الاجتماعات إننا يجب أن نكون سباقين بين كل الإذاعات؟ يلّا تعال نسبقهم بإعطاء ثلاثة أيام إجازة للموظفين في الإذاعة، ثلاثة أيام، وقبلها وبعدها، يتغيب الموظف يومًا، فتصبح خمسة… سفرة حلوة!