|


رياض المسلم
لبن الهلال وبكاء الاتحاد
2022-06-04
فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي كاسبًا خصمه ليفربول في الأمتار الأخيرة، وظفر ريال مدريد بكأس الأبطال مطيحًا بأعتى أندية إنجلترا وفرقة ميسي الفرنسية، ولم نسمع انتقادات وجهت إلى لجنة المسابقات أو التحكيم أو الرابطة، متجاهلين ما يحدث في المستطيل الأخضر..
ندرك بأن دورينا في الأعوام الأخيرة ارتفعت قيمته السوقية مقتحمًا المراتب الأولى عالميًا، وكذلك الحال فنيًا، فشهدنا نجومًا كبارًا في أنديتنا، وتغيرت خارطة المنافسة، وفاز الفيحاء وقبله الفيصلي بكأس الملك والتعاون سبقهما، ونافس ضمك في انطلاقة منافسة كأس دوري محمد بن سلمان، واختلفت طريقة اللعب للأندية الصاعدة، وقضينا على مفاهيم “شتّت” و”انبرش عليه” والعك الكروي الذي كان يصدر خصوصًا من الأندية المتوسطة والصغيرة فباتوا يقدمون كرة قدم جميلة، وحتى إضاعة الوقت يكون بطريقة مقنعة من خلال تمرير الكرات بين اللاعبين في مساحات صغيرة بدلًا من إجهاد الصغار جالبي الكرات بعد تسديدها من قبل اللاعبين إلى أية اتجاه كوسيلة نجاة في مفهوم سابق قبل تطبيق قرار الأجانب السبعة الذي أنقذ كرتنا..
كل شيء تطور لدينا إلا عقليات بعض الإداريين والصحافيين المنتمين للأندية، فعندما يخسر فريقهم لا يمسكون بالأسباب الحقيقية وأولها أنها خيار بين ثلاثة قبل انطلاق المباراة، فيلقوا بالتهم على الجهات المعنية بتنظيم اللعبة دون أن يملكوا براهين دامغة..
غضب اتحادي كبير بعد أن صحوا من الحلم الوردي الذي أهداهم الدوري، لكنهم لم يتوقعوا أن يواجهوا كابوس الهلال الذي قض مضاجعهم، ويحق لهم التعبير عن مشاعرهم، ولكن بعض القريبين من النادي من نقاد وإداريين لا يحق لهم اتهام أطراف خفيّة حولت مسار اللقب، فهو لم يكتب باسمهم ولا يزال في الميدان وحق مشروع للجميع التنافس عليه، وهو ما حدث فعلًا..
يقول الناقد والمدرب المصري عادل عبد الرحيم لبرنامج ملعب sbc مع الزميل خالد الشنيف: إن الهلال فريق مخيف عندما يطارد المتصدر، وإنه لا يسلم “الفوطة” بسهولة والوحيد القادر على إزاحة المتصدر..
لذا لا غرابة من اقتراب اللقب من الهلاليين، فهي كرة القدم ولكن للأسف هؤلاء لم يواكبوا التطور الكبير، ولا يزالون يفكرون بأثر رجعي ويطلقون أحكامًا لا علاقة لها بالمنطق..
وعليهم أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسَبوا، فلا يعقل أن الخسارة يتحملها اتحاد القدم ولجانه والرابطة، غير معترفين بأن فريقهم فرّط بها لأسباب فنية بحتة.. فبكاء الاتحاديين خارج الملعب لن يعيد اللبن الذي سكبه الهلاليون.. وعمومًا اللقب لا يزال يتنفس.