|


تركي السهلي
توجهات جيل
2022-06-04
أربعة شبّان من الممارسين لألعاب الكاتا والقتال نقلوا مركز السعودية من الأخير إلى الرابع في دورة الألعاب الخليجية، التي اختتمت الأسبوع الماضي في الكويت، محققين ذهبية وفضيّتين وبرونزية في الكاراتيه، كما حقق منتخب المبارزة الذهبية في منافسات “الأبية”.
والمشاركة السعودية في الأولمبياد الخليجي أتت هزيلة ولم تظفر إلاّ بـ16 ميدالية فقط.
وبقراءة مؤشر اللاعبين لدينا وتوجّهاتهم وتوجّهات الاستقطاب، نجد أن أكاديمية مثل “مهد” استقطبت نحو 20 ألف لاعب في ثلاث سنوات، 16 ألف منهم في كرة القدم، بينما كان نصيب الكاراتيه والتايكواندو والجودو وألعاب القوى نحو 500 ممارس.
وفي البطولة العامّة لدوري المدارس 2022 فإن عدد الفرق بلغ 15 ألف فريق مثلّهم 150 ألف لاعبًا خاضوا أكثر من 22 ألف مباراة في كُرة القدم.
نحن نهتم بكُرة القدم وهذا جيّد، لكننا في حاجة أكبر للألعاب المختلفة وصناعة أبطال. حتى هذه اللحظة لم نسمع ببطل في السباحة أو فنون الرماية. في دورة الألعاب الأولمبية الدولية الفائتة في طوكيو لم نفرح إلاّ بطارق حامدي.
إنّ الأولمبياد المقبل سيكون في فرنسا، ولن يكون من بين الألعاب المُتنافس عليها لعبة الكاراتيه، وهو ما يُحتّم علينا التجهيز لبطل في منافسة مُتاحة.
الواقع إنّنا بحاجة إلى جيل جديد لا يجد فجوة كبيرة بين شغف الممارسة والتوجّه العام، وعلينا بكًل ما نمتلك من أدوات وبنى تحتية وطاقات بشرية ودراسات بحثية تحديد الاتجاهات لا فتح الباب الكبير للعبة تجد قبولاً لدى الجماهير.
إنّ التحجّج الدائم بأنّ البطل الأولمبي يحتاج إلى وقت طويل للتدريب والصناعة غير صحيح، والدليل أن البطل الأولمبي التونسي أحمد الحفناوي الذي حاز ذهبية السباحة في طوكيو لم يتدرّب سوى ثلاث سنوات حينما كان عمره 15 عامًا وهو من مواليد 2002م.
ونحن لم نلتفت إلى قطاعات تفرض طبيعتها وجود ممارسين في ألعاب مُحدّدة مثل الرماية في القطاع العسكري، وعلينا أن نتذكّر أن الأولمبي الكويتي فهيد الديحاني ظفر بميداليات أولمبية من بينها ذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016م وهو ضابط عسكري.
لقد مرّت الأعوام ويبدو أنّنا نلاحق أعداد الممارسين لا نوعيّتهم ولا نلتقط في المدارس والساحات الطول والبنية الجسمانية والمرحلة العُمرية ولا نُهيّئ الخبراء والمُدربين إلاّ ببعض الدورات والمهارات التأسيسية التي لا تكفي لتولّي رعاية البطل وتجهيزه، ناهيك عن الغياب الكُلّي للجامعات السعودية في تصدير أبطال في الألعاب التي نحتاجها.