|


تركي السهلي
أساليب متطوّرة
2022-06-06
في مسابقة الدوري الإنجليزي 2021 ـ 2022 سُجّل 1071 هدفًا ولم تقلّ نسب التهديف عن 10% إلاّ لفريق واحد فقط وذلك بفضل اللعب المفتوح المُعتمد من الفرق العشرين. والإنجليز أساسًا يُقدّمون كُرة قدم مُمتعة لا تعتمد على خنق اللعب وقتل المُتعة ويبدو أن ذلك ممنهج لاكتمال الصناعة من التسويق وعوامل الجذب والشركات والمناخ الجماهيري العام.
يقول مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم هانزي فليك إن لاعبيه يتطوّرون عندما يحترفون في الدوري الإنجليزي بسبب ارتفاع المستوى في “البريميرليج”. كان هناك أربعة من عناصر منتخب ألمانيا في فرق إنجليزية الموسم الفائت. وألمانيا عملاق أوروبي في تاريخ كأس العالم وهي واحدة من أكثر الدول في العالم المُعدّة للمدربين وبناء الأكاديميات المتخصصة في تكوين اللاعبين.
في حالتنا الكُروية تمارس أنديتنا أساليب لعب بدائية واللاعب السعودي محصور بسوق واحد ولا فرص لديه في الخارج ولا مجال أمامه للتدريب تحت مدارس مُتقدّمة بسبب عجز الأندية عن ذلك.
وفي الأجهزة التي يجب أن تفكّر للتغيير والتطوير فإن اللجنة الفنيّة في الاتحاد السعودي لكرة القدم لم تعمل على نقل أساليب اللعب إلى مستويات متطوّرة وهي قاصرة حتى عن تقديم نفسها وصميم عملها بالطريقة المُثلى.
تُعرّف اللجنة الفنية دورها في موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم قائلة: “انطلاقًا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات التميز والإنجاز للوصول بمكانة وطننا الغالي إلى أعلى الدرجات في كافة المستويات والأصعدة، وكون الرياضة بكافة أنواعها تحظى باهتمام بالغ من قبل حكومتنا الرشيدة وكافة المسؤولين عن القطاع الرياضي مما يدفع الجميع إلى العمل بكل جد وتركيز لخدمة هذا القطاع الرياضي الشبابي المهم في تركيبة مجتمعنا السعودي” لا شيء يقول إن اللجنة لديها الخطط الفنيّة الرامية إلى رفع مستوى اللاعب ولا حديث منها عن تصميم القوالب واعتماد الأساليب. نحن نريد أن تعمل اللجنة بجد لا الوقوف في خانة “الحث” فقط.
في مباراة المنتخب السعودي الأوّل في مشوار الإعداد لكأس العالم قطر 2022 أمام منتخب كولومبيا أمس الأول كان اللاعب المحلّي يتعامل مع المجريات وفق مركزه لا بناءً على الارتقاء الجسدي والذهني وهو بذلك كان ملتزمًا بالخانة لا بتفاعلاتها ولا يحسب مسافات الملعب، بل كان في دائرة التشكيلة والأداء التقليدي وهذا بسبب أنه رزح سنوات تحت نمط تدريبي متأخر ولاعتياده على اللعب داخليًا مع فرق تنتهج الأسلوب الدفاعي.