ـ لماذا ينزعج بعض محبي القهوة ويقولون إن ثمن كوب القهوة في بعض المقاهي مرتفع؟ وهنا لا أتحدث عن المقاهي التي رفعت أسعارها لأسباب لا أعرفها، إنما عن اختلاف الأسعار. القهوة مثلها مثل أي منتج مهيأ لأن يختلف سعره من مكان لمكان، ولا بد أن يحسب مالك المقهى حسبته المالية ليغطي التكاليف ويحقق ربحًا يفسر له وجود مشروعه.
ومسألة طبيعية أن يكون ثمن كوب القهوة مرتفعًا نسبيًّا في مقهى يدفع مالكه إيجارًا كبيرًا لموقعه المهم ومقاعده المريحة وديكوراته المتميزة، ألا يستحق هذا زيادة في السعر؟ أليست هذه مميزات نحصل عليها بالإضافة لنوع القهوة المستخدم؟ هل يريد الغاضبون من أسعار بعض المقاهي أن يبيع صاحب مقهى موقعه مناسب وتكلفته التشغيلية مرتفعة بنفس سعر كوب القهوة في مقهى موقعه غير جيد وأثاثه غير مريح ولا تصاميم فنية فيه؟ إن كانت الإجابة نعم فهذا يعني أنهم يطلبون أن تكون أسعار فنادق الخمسة نجوم بنفس أسعار فنادق النجمتين والثلاث نجوم وهذا لن يحدث.
إليكم هذه الحكاية القصيرة جدًّا: جاء أحد المبتدئين في عالم التجارة إلى تاجر معروف طالبًا النصح منه، قال المبتدئ: الكثير من الناس معجبون بمنتجاتي ويثنون عليها ويقولون إنهم يودون شراءها لكن ثمنها لا يناسبهم، لأنه مرتفع بالنسبة لهم، أجابه التاجر: هؤلاء ليسوا زبائنك.. زبائنك هم الذين اشتروا منك. إجابة التاجر هي إجابة للجميع، المكان الذي ثمن منتجاته مرتفع بالنسبة لنا يعني أننا لسنا زبائنه، وما يناسبنا من أسعار لمنتجات شبيهة موجودة في مكان آخر.
ـ منذ بداية الشباب وأنا أتابع مراحل التغيير في السيارة التي كنت وما زلت معجبًا بها، سيارة فاخرة، تتحول من النعومة إلى التوحش بثوانٍ معدودة بكل انسيابية، وعندما تقودها تنعزل عنك أصوات الشارع وكأنك داخل استديو لتسجيل الصوت، في يوم من الأيام شاهدت إعلانًا عن السيارة، كانت مستعملة، وخفض هذا الاستعمال ضعفي ثمنها الأصلي، وهذا النوع من السيارات عادة يكون محتفظًا بمتانته، فزبائن هذه السيارة لا يستخدمونها في مشاويرهم اليومية، وإذا ما استخدموها بشكل يومي فإنهم يستخدمون معها سيارة أخرى، لذلك معظم هذا النوع من السيارات لا يكون عداد الكيلو مترات فيها قد سجّل إلا عدة ألوف من الكيلو مترات. كان سعرها مغريًا، فلم يكن حينها أكثر من ثمن سيارة جديدة متوسطة المستوى، تشجعت وقلت في نفسي: إنها تستحق والحياة الدنيا مرة واحدة، سأدفع مقدمًا لها وأشتريها عن طريق الأقساط الشهرية. عندما وصلت إلى معرض السيارات وشاهدتها عن قرب زاد إعجابي بها، ولا أدري إن كان الموظف قد تقصد لفت انتباهي أم أنه كان يتحدث بعفوية عندما عرض عليَّ إذا ما اشتريتها عقدًا لصيانة السيارة، عند سماعي مبلغ عقد الصيانة فهمت لماذا كان المعرض هادئًا لا زبائن فيه مثل بقية معارض السيارات الأكثر انتشارًا، وعرفت أنني لست من زبائن هذا المكان، وغادرت.
ومسألة طبيعية أن يكون ثمن كوب القهوة مرتفعًا نسبيًّا في مقهى يدفع مالكه إيجارًا كبيرًا لموقعه المهم ومقاعده المريحة وديكوراته المتميزة، ألا يستحق هذا زيادة في السعر؟ أليست هذه مميزات نحصل عليها بالإضافة لنوع القهوة المستخدم؟ هل يريد الغاضبون من أسعار بعض المقاهي أن يبيع صاحب مقهى موقعه مناسب وتكلفته التشغيلية مرتفعة بنفس سعر كوب القهوة في مقهى موقعه غير جيد وأثاثه غير مريح ولا تصاميم فنية فيه؟ إن كانت الإجابة نعم فهذا يعني أنهم يطلبون أن تكون أسعار فنادق الخمسة نجوم بنفس أسعار فنادق النجمتين والثلاث نجوم وهذا لن يحدث.
إليكم هذه الحكاية القصيرة جدًّا: جاء أحد المبتدئين في عالم التجارة إلى تاجر معروف طالبًا النصح منه، قال المبتدئ: الكثير من الناس معجبون بمنتجاتي ويثنون عليها ويقولون إنهم يودون شراءها لكن ثمنها لا يناسبهم، لأنه مرتفع بالنسبة لهم، أجابه التاجر: هؤلاء ليسوا زبائنك.. زبائنك هم الذين اشتروا منك. إجابة التاجر هي إجابة للجميع، المكان الذي ثمن منتجاته مرتفع بالنسبة لنا يعني أننا لسنا زبائنه، وما يناسبنا من أسعار لمنتجات شبيهة موجودة في مكان آخر.
ـ منذ بداية الشباب وأنا أتابع مراحل التغيير في السيارة التي كنت وما زلت معجبًا بها، سيارة فاخرة، تتحول من النعومة إلى التوحش بثوانٍ معدودة بكل انسيابية، وعندما تقودها تنعزل عنك أصوات الشارع وكأنك داخل استديو لتسجيل الصوت، في يوم من الأيام شاهدت إعلانًا عن السيارة، كانت مستعملة، وخفض هذا الاستعمال ضعفي ثمنها الأصلي، وهذا النوع من السيارات عادة يكون محتفظًا بمتانته، فزبائن هذه السيارة لا يستخدمونها في مشاويرهم اليومية، وإذا ما استخدموها بشكل يومي فإنهم يستخدمون معها سيارة أخرى، لذلك معظم هذا النوع من السيارات لا يكون عداد الكيلو مترات فيها قد سجّل إلا عدة ألوف من الكيلو مترات. كان سعرها مغريًا، فلم يكن حينها أكثر من ثمن سيارة جديدة متوسطة المستوى، تشجعت وقلت في نفسي: إنها تستحق والحياة الدنيا مرة واحدة، سأدفع مقدمًا لها وأشتريها عن طريق الأقساط الشهرية. عندما وصلت إلى معرض السيارات وشاهدتها عن قرب زاد إعجابي بها، ولا أدري إن كان الموظف قد تقصد لفت انتباهي أم أنه كان يتحدث بعفوية عندما عرض عليَّ إذا ما اشتريتها عقدًا لصيانة السيارة، عند سماعي مبلغ عقد الصيانة فهمت لماذا كان المعرض هادئًا لا زبائن فيه مثل بقية معارض السيارات الأكثر انتشارًا، وعرفت أنني لست من زبائن هذا المكان، وغادرت.