|


سعد المهدي
منتخبنا و«ركن الحافلة»
2022-06-08
تنجح الكثير من أندية الوسط والمؤخرة في كل دوريات العالم في عدم تلقي الخسارة باعتماد “الدفاع” كخطة لمواجهة قوة أندية المقدمة، وهذا ليس على المطلق كما أن له “مهرًا” قد لا يتوفر لجميعهم، أو لا يكون متاحًا في كل المباريات.
اللعب الدفاعي المرسوم بالطريقة والخطة والعناصر، التي يمكن لها التنفيذ، سلاح يؤرق الأندية القوية، التي تستهدف تحقيق الألقاب، كذلك هو أحد حلول الأندية الأقل فنيًا وعناصريًا، والتي يتوقف طموحها على البقاء في منطقة الدفء، أو عدم الهبوط إلى الدرجة الأدنى.
تطبيق اللعب الدفاعي وإجادته ميزة، وعمل فني، يستحق الاحترام، وإن لم يعجب الأندية، التي تعجز عن اختراقه، أو من يدعي أنه يساهم في إفساد متعة الفرجة، ولا بد أن يحكم على هذا العمل من منظور نجاح النادي في معرفة إمكاناته وقدرات منافسيه، والهدف الذي يسعى لتحقيقه.
في تقرير لموقع “عين الإخباري” أشار إلى مصطلح “ركن الحافلة”، الذي يصور بطريقة ساخرة، أن ما يفعله الفريق، الذي يعمد إلى التكتل أمام مرماه، هو عبارة عن حافلة جامدة يمكن لها أن تسد الطريق دون أن تفعل غير هذا، والحقيقة أن الأمر ليس كذلك.
أعتقد أن مثل هذه الحافلة يصعب صناعتها، وإذا ما وجدت فإن تكلفتها أيضًا لا تتوفر دائمًا، هي تمامًا “سلاح ردع” يمكن له أن يحقق ما هو أبعد من الدفاع إلى خطف الفوز أو التعادل، ومن ذلك عاد البرتغالي “مورينيو”، كما رصد التقرير، إلى انتهاج “الدفاع الصارم” بعد أن كان في السابق غاضبًا من وضع الحافلة أمام المرمى، بحسب وصفه لها في مؤتمر صحافي.
أصبح “مورينيو” في تشيلسي، ثم الإنتر، عنوانًا للعب الدفاعي المثمر، حين حقق مع الإنتر ثلاثية موسم 2009ـ2010، وقد وصفه التقرير بالعرّاب الحقيقي لطريقة “ركن الحافلة”، وخلاصة كل ذلك أن الطريقة الدفاعية استراتيجية يمكن لها أن تنجح، وهي عادة لا يتم إنتهاجها إلا إذا كان يمكن لها تحقق الهدف.
في المونديال، هل يمكن للمنتخبات الأضعف أن تتخذ من “الدفاع الصارم” استراتيجية لعب، ومن “ركن الحافلة” طريقة تنفيذ... هذا يحتاج إلى أن تكون قادرًا على توفير الحافلة أولًا.