|


تركي السهلي
حساب الأخطاء
2022-06-14
عقب معسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مرحلته الأولى للاستعداد لكأس العالم في قطر نوفمبر المقبل، وفراغه من مباراتي كولومبيا وفنزويلا وخسارته لهما، قال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل إنّ الفترة إعدادية لالتقاط الأخطاء، وستكون معالجتها في الأيّام الثانية من التجهيز على أن تكون الفترة الثالثة لفرض الأسلوب.
هذا كلام لا يمكن قبوله في ظل أن المباريات هي لتطبيق المنهج الفني لا لفسح الوقت لتحديد الأخطاء. فالغرض من التجمّع للاعبين والمدرب هو الوصول للنهج الفني الذي سيتّبع لا للشرح والتوجيه وإسكات الجماهير والرأي الناقد بتبريرات غير مقبولة في زمن المرّة السادسة للمونديال، كما أن وضع المرحلة الأخيرة للعب الفعلي مضيعة حقيقية للجهود الأدائية. إنّ محاصرة اللاعب الذي عسكر بعيدًا عن مناخه، وأطال التدريب اللياقي بأخطائه، فكرة غريبه فعلًا، ولن تصلح معها التقوية الفنيّة، ولا نتائج مرجوّه من رفع صوت النصح والإرشاد لعنصر يريد عقلًا متسعًا يعلّمه كيف ينتصر لا التدريب على تفادي الوقوع.
والأمر سهل لدى الأجهزة كُلّها، فكل ما نريد معرفته، والعمل على أساسه، ينحصر في معرفة أساليب الأرجنتين وبولندا والمكسيك، وتحديد نهجنا الذي نستطيع من خلاله العبور منهم بأمان، أو التفوّق عليهم دون أن نكون في حال ارتباك حول أي الطرق تنفع في عدم السقوط. ما قاله المسحل ومعه الفرنسي إيرفي رينارد إسكات لنا لا إقناعنا، ونحن لا نريد منهما أن يرسما الخطط دون أن تكون الأمور واضحة بالنسبة لنا، ونحن لن نقبل منهما أن يأخذانا إلى وقت ضائع.
إنّنا نعرف جيّدًا مع من سنلعب، لكنّنا ومن خلال المسحل ورينارد لا ندري كيف وهذه مسألة صاعقة مع اقتراب موعد الالتقاء الرسمي.
إنّ الدهشة والحيرة التي أصابتنا بعد التصريحات الصادمة كانت من التوزيع الوقتي لمرحلة الإعداد، فهل يُعقل أن يتم تقسيم الأيّام للأخطاء أولًا، ومعرفتها ثم للتدريب على تجاوزها ثانيًا، ثم في الثالث من الاستعداد كيف نلعب؟! هذا أمر لا يعقل أبدًا، ولا يمكن تفهّمه حتى، فنحن نشارك في كأس العالم لا بطولة مستواها الفني معتاد.
لقد سكننا القلق الآن، وبدأت بعض الأصوات التي تتبنّى خطاب الاتحاد السعودي لكرة القدم تمهّد للخسائر الكُبرى من المنتخبات وعلى الأخص من ميسّي ورفاقه، وكأن الوقت الذي نمضيه يجب أن يكون للمتابعة فقط لا للنهوض والركض نحو الانتصار. الأصوب هو تغيير الخطة الإعدادية لكيلا نسقط في حساب الأخطاء.