|


محمد الغامدي
فراس البريكان وقسوة النصر
2022-06-17
ظهرت بعض جماهير النصر في وسائل التواصل الاجتماعي منددة بخروج المهاجم فراس البريكان من فريقها الأصفر، وبيع عقده، وأن القرار الإداري كان مجحفًا بحق لاعب أساسي في صفوف المنتخب وهداف فريقه الحالي الفتح، كونه ما زال في مقتبل العمر، وبدأ تكوينه الكروي مبكرًا في براعم النصر بإشراف وتدريب أوروبي، وتدرج في صفوف المنتخبات السنية حتى المنتخب الأول.
الواقع أن جمهور النصر يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، فاللاعب واجه انتقادات لاذعة عند مشاركته في دقائق المباريات، وكانت الأصوات تتعالى عند ضياعه فرصة أو تمريرة خاطئة، بل لا أبالغ إن قلت إنه واجه تنمرًا في المكان نفسه الذي تتحسر وتندم عليه الآن تلك الجماهير حتى وصل به المقام إلى المطالبة بانتقاله إلى أحد الأندية ليجد لنفسه موقعًا أساسيًا، ويبتعد عن الضغوط الجماهيرية التي مورست ضده، وإن كنت أرى أن إعارته كبقية اللاعبين هو الحل الأمثل، لكن يبدو أن اللاعب كان مصرًا على الانتقال.
في هذا المقام يستحضرني موقف مشابه للاعب عبد الله الحمدان المهاجم الثاني في قائمة الأخضر، ورغم المستويات الفنية العادية التي يقدمها في صفوف فريقه الهلال منذ انتقاله، إلا أن حالة التعامل الجماهيري معه لم تكن بتلك الحدة والغضب والقسوة التي قوبل بها فراس البريكان، رغم الفارق الفني الكبير بين اللاعبين، وما خفف وطأة خروج لاعب بمثل فراس البريكان وغيره من اللاعبين هو وجود لاعبين أجانب يمكنهم تعويض ذلك لكن بناء لاعب سنوات طويلة وإعداده فنيًا وخروجه بتلك الطريقة يعد خسارة فنية، فالفئات السنية بالنصر خلال السنوات العشر الماضية تعد الأفضل في بناء وتطوير وتجهيز اللاعبين للفريق الأول، ولعل المتابع للمنتخب الأولمبي يلحظ وجود أربعة لاعبين من النصر تم إعارتهم لأندية الأهلي والطائي ونجران ـ أيمن يحيى ونواف العقيدي وعبد الرحمن الشمري ومحمد مران ـ كخطوة إيجابية في الاحتكاك وفرصة المشاركة المتواصلة ولعل عرض الأهلي بشراء عقد أيمن يحيى تأكيد على نجاحه، وإن كان انتقاله أمرًا ليس في ذهن الإدارة النصراوية.
مسألة عدم الصبر على اللاعبين الصاعدين مشكلة سيعاني منها النصر كثيرًا إن لم تعالج، خاصة وأن هؤلاء بحاجة للتشجيع والمؤازرة والصبر في سنواته الأولى حتى ينضج كرويًا مع مرور الوقت ليكون بمقدوره تحمل اللعب تحت ضغط جماهيري، وهو أمر ينطبق كذلك على تعامل بعض الجماهير المؤذي مع لاعبين يرون أنهم لا يفترض تواجدهم، وقد يخسر النصر مستقبلًا أسماء قادمة إن لم تتغير لغة التنمر والانتقاص والتذمر إلى لغة يسودها التحفيز والتشجيع.