|


خالد الشايع
تقسم منتخب الوطن
2022-06-19
انتزع المنتخب السعودي الأولمبي بقيادة مدربه الوطني سعد الشهري فوزًا مستحقًا بكأس آسيا تحت 23 عامًا، أفرح الشعب السعودي العظيم الذي كانت آخر فرحة له بكأس ذهبية في عام 2005 عندما فاز ببطولة التضامن الإسلامي، قبل أن تغيب الكرة السعودية عن البطولات لسنوات طويلة أنهاها نادي الهلال بفوزه بكأس دوري أبطال آسيا لمرتين خلال ثلاث سنوات.
سنوات طويلة من الحرمان، لم يكن يسكتها سوى التأهل لكأس العالم، ثلاث مرات.
الفوز السعودي باللقب الآسيوي كان مستحقًا بكل المقاييس، يؤكد ذلك أنه أنهى البطولة بشباك نظيفة، لم تهتز في أي من مبارياته الست التي خاضها في أوزبكستان، ولم يخسر وحقق خمس انتصارات وتعادلًا وحيدًا، كما أن أفضل حارس حارسه نواف العقيدي، وأفضل لاعب في البطولة لاعبه أيمن يحيى، كنّا الأحق بكل المقاييس.
الأمر الوحيد الذي يفسد هذه الفرحة العريضة، هي محاولة البعض، تجيير هذا الفوز الذي حققه وطن لأسماء دون أخرى، ولألوان دون أخرى، بين من يسخر من عدم وجود لاعب نصراوي في القائمة، وبين من يرى أن صانع الفوز الأوحد هو مدرب المنتخب المنسوب للنصر، آراء وتصريحات لا تستحق حتى الرد عليها، فمنتخب الوطن لا يمكن القبول بإدخال ألوان الأندية على قميصه الأخضر.
وللأسف هذه النبرة ليست وليدة اليوم، ولكن ظهرت مع أول بطولة سعودية في عام 1984، فبعد قرابة 38 عامًا ما زال البعض ينسب اللقب القاري لأسماء دون أخرى ولأندية دون أخرى، لمجرد تحقيق مجد وهمي لنادٍ دون آخر، ولا تكاد تخلو بطولة سعودية من هذه النغمة المفسدة للفرح، وقاتلة لكل بهجة.
لا يضر بالكرة السعودية شيء أكثر من إقحام الأندية في المنتخبات، وإفساد الفرحة بسبب نظرة قاصرة.
ضاعت الكثير من فرص الفرح، وفرص كان يمكن أن تعالج الكثير من حالة التعصب والتنافر الذي تعيشه الكرة السعودية في المدرجات، اليوم لدينا فرصة جديدة، لا بد من اغتنامها، والاحتفال بهذا المنتخب الشاب البطل بكل عناصره، من قائد أعلى هرمه الفني الرائع سعد الشهري، الذي أكمل مسلسل تفوق المدرب الوطني، وحتى أصغر عامل في الجهاز الإداري للمنتخب، والأهم الـ 23 لاعبًا الموجودون في القائمة، والنظر لهم على أنهم لاعبو المنتخب السعودي لا لاعبو نادٍ دون آخر، فمثل هذه المناكفات لها يوم آخر، ليس اليوم ولا غدًا، دعونا نفرح بمنتخب وطن.