|


د. عبد الرزاق أبوداود
قصة الأمس
2022-06-19
هي اسم على مسمى، لأمس الفارط القريب، الذي تحمله ذاكرتنا الجمعية، وتعتز به على مر السنين. يحدثونك عن نجوم ورجالات الأمس المشرق النضير، ويردد “الواهمون”، بأنها صفحات من ماضٍ انتهى وانقضى، و هشيمًا.. تذروه الرياح ذات اليمن وذات الشمال!
كان صرحًا يافعًا نشأ في أحضان حارة الشام العريقة بجدة التاريخية، شيدت أركانه “نفحات” متقدة من شبابها وصميم عائلاتها العريقة، ليغدو هذا الكيان الرياضي صرحًا رياضيًّا مميزًا تبناه رمزهم الخالد ورجاله الأوفياء، الذين تعاهدوا على استمراره ورفعته، وصيانة حقوقه وإنجازاته.
انطلق “الكيان الفتي” في عنفوان جدة، يقوده “حسن شمس” وصحبه الكرام من آل البترجي وصابر وعبد المطلوب والصايغ والنشار وباديب والأعمى والهزازي ومهنا والزقزوق وسلامة وباقيس.. وغيرهم كثيرون. تعلقت به القلوب، وهتفت له الحناجر، حيث طموحات الشباب، وحكمة الشيوخ، وأبطال الألعاب والملاعب.
وتدور “رحلات” الزمن، تنشد تجسيد الأحلام، فانبرى لها رمز ومؤسس ورائد الرياضة “الرسمية المنظمة” الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله، في ريعان شبابه، فنقله بسنوات متتالية إلى صرح نموذجي، يضم عشرات الألعاب ومئات اللاعبين والشباب، وحلق به ليكون نموذجًا للنادي العصري الناجح على مر السنين.
وبعد عمر مديد، وماضٍ تليد، “ترنح” “الصرح”، ليصبح حديث الشارع الرياضي، ووسائل التواصل الاجتماعي والديوانيات والتكهنات، وقصة الأمس واليوم وغدًا، بما أصبح عليه حال الكيان التسعيني، التائه في “صحراء الانكسار” واليأس، وتجارب “المبتدئين”، وتدني القدرات الإدارية والفنية والمالية إلى مستويات غير مسبوقة.
يسألنا العشاق عن مصيره المحتمل! وتغدو الإجابة موضعًا للتفكير والتحليل العميق لما دار ويدور في أيامه ومصيره..! ولعل الإجابة تجسد ترميزًا للتساؤل حول “كيفية ونظامية” “منع” أبناء الصرح الكبير من دخوله تحت “ذرائع مخجلة” لا تسر الناظرين!!
أوصل الجهل والتخبط، الذي لا يسر قريبًا ولا يضحك خصمًا، أوصل الكيان العريق إلى هذا الحد من الاندفاع والعشوائية والتخبط وقصر النظر.. فمعظم الأهلاويين يراقبون الموقف الحزين باستغراب ودهشة منقطعتي النظير.
هناك خلل ما في أقل تقدير! وحتى لا نقول توجهًا سلبيًّا، مما أنهك الكيان التسعيني، وقاده قسرًا إلى غرفة “عناية مركزة” بلا أجهزة أو خبرة، ولا أطباء أكفاء!! هذا الوضع هو جوهر معاناة “مريض اليوم” عملاق الأمس الذي كان صرحًا فهوى، وقلعة للرياضة والرياضيين، فغدى.. “مشردًا” يبحث عن “طبيب”!!!