|


محمد البكيري
أعمى في المعسكر!!
2022-06-21
لا يمكن الاستغراق في التعاطي النقدي مع المنتخب/ المنتخبات الوطنية، في تشكيلتها أو مشاركاتها. كأنها جزء من نادٍ أو مدرج ما!!؟
يصر البعض أن يُبقي زاوية رؤيته للمنتخب ـ أي منتخب ـ سعوديًا حسب من يدربه، وكيفية اختياراته لعدد اللاعبين المنضمين من ناديه المفضل. هل هم أساسيون أم في مقاعد البدلاء. هل هم أكثر أم زملاؤهم من النادي المنافس اللدود لناديه؟ هذه طبعًا أهم نقطة فاصلة بين أن يكون ناقدًا أم ناقمًا على المنتخب ومن فيه.
نعيش مطحنة جدلية تافهة، وأصر على تسميتها بذلك، طالما أقطابها متمسكين بها لسنوات. تغيرات المراحل وتبدلت الأجيال، ارتفع مستوى الوعي، مع ذلك يريدون جرنا معهم إلى ذلك القاع المبتذل من الطرح.
البعض مثل الأعمى يتعسكر مع أحدهم ضد الآخر.. تحت شعار: إنها الحرب أذن! وليست معركة وعي أمام المتلقي.. الذي ينتظر أن يوضح له الناقد العزيز لماذا اختار المدرب هذه التشكيلة، ولماذا لعب بهذه الطريقة، ورأيه الموضوعي في أداء بعض أفراد المنتخب، أو أداء المنتخب الجماعي.
لست مثاليًا أو أُنظّر على أحد، لكنني بكل تأكيد لست مع ما أشاهده وأسمعه من معسكر يهاجم وينتقص دائمًا من مدرب المنتخب وبطل آسيا تحت 23 سنة، الكابتن سعد الشهري، حتى لو نجح، وفي الاتجاه ذاته لست مع معسكر يدافع عنه حتى لو أخطأ.
يبقى سعد مدربًا وطنيًا قديرًا، لكنه ليس فوق النقد ولا دونه، ذلك تطرف نقدي بلا قيمة.
أما إذا كان له قيمة عند أحد.. فهي تصفية حسابات متراكمة بين معسكرين، حرب شرسة، لم تخلوا من ضحايا، بل من سقوط مهني أخلاقي في تعاطيها بين بعض الأقطاب من الطرفين بشكل مباشر أو غير مباشر، كسر عظام حقيقي، في الكواليس والعلن.
أعترف: كنا متفرجين عليها أحيانًا، كنا متورطين فيها غالبًا.
اليوم لمن يملك وعيًا ونضج التجربة، سوى عبرها أو عبرته، ناقدًا أو متلقيًا، عليه ألّا يصمت على استمرار تلك التفاهة، وذلك الابتذال النقدي.. باسم المنتخب ظاهرًا. وهناك في الخلف شعارات لمعسكرين يرفرفان بشكل خانق حول شعار المنتخبات الوطنية!!؟
لن نذهب أبعد وما زال لدينا من يريد قيدنا بسلاسل صراع معسكرين، بتعرجاتهما، نتوءاتهما، مناطقهما الرخوة.
لا تخدعونا: مرحبًا بكم.. نحن حاليًا في عام 2022، وجيل يتطلع لقطاف رؤية 2030.. ولا يريد أن يكون جزءًا من مشهد رياضي ساخر حد التفاهة، بقميص المنتخب.