نهاية سعيدة، وأخرى حزينة وصادمة شهدها الدوري الأسطوري والإعجازي، دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، مفرحة للهلاليين الذين حققوا البطولة التي كانت أشبه بالمستحيل، نظير الفارق النقطي الكبير الذي يفصلهم عن المتصدر الاتحاد.
ولكن الهلال وكعادته في مثل هذه الظروف فريق المناسبات الكبرى والمهمات الصعبة، حقق البطولة ونثر الأفراح لدى أنصاره الكثر وترك لغيرة الحسرة والألم والبكاء على منجز كان قريبًا، وفي متناول اليد، لولا أن المنافس كان غير الهلال، هذه حقيقة الأشياء حتى وإن كانت مرة.
وعلى الرغم من تلك النهاية الدراماتيكية، وكونها تجمع بين فريقين جماهيريين، الآن صدمة هبوط الأهلي استأثرت بالاهتمام والمتابعة والتحليل، وهو أمر طبيعي كون سقوط القلعة الخضراء هو حدث مهم وأمر جلل يحدث لأول مرة في الدوري السعودي لفريق كبير وعريق كالأهلي، وهو بلا شك أحد الأضلاع المهمة لأركان الكرة السعودية، ولكنه مع الأسف حدث، وانتهى الأمر.
والأهلي أو قلعة الكؤوس كما يحب أن ينعته به أنصاره وقع ضحية لتخبطات إدارية وفنية، وتراكم أخطاء في المواسم الماضية، انتهت أخيرًا بمأساة الهبوط المرير.
وعلى خلاف ما يظن البعض، فالهبوط إلى دوري الأولى ليس كله شر، وربما كانت فرصة سانحة لتخليص الأهلي من الفاشلين الذين عجزوا عن تخليصه من كبوته، في وقت أجمع فيه الكل أنه يتجه بسرعة نحو الطريق المنحدر، إلا القائمين على الفريق، ومن يقف خلفهم من إعلام، كان الأهلي هو آخر اهتمامه، مكتفيًا بالتطبيل للعمل الإداري السيئ، إلى وقعت الفأس في الرأس، وأصبح دوري المحترفين ماضيًا ودوري يلو حاضرًا.
وأظن أن الأهلي يحتاج أكثر من أي وقت مضى للتخلص من منظومته الإدارية الحالية التي قذفته لدوري الأولي، هذا أولًا، كما يحتاج لإعلام صادق يقدم مصلحة الأهلي الكيان، دون وضع اعتبار للأشخاص، يحتاج لإعلام مستقل لا تجمعهم علاقة مع رئيس زائل وتفرقهم وجبة سحور.
إن نجح الأهلاويون في التخلص من هذا الإرث الثقيل، فهم قادرون على العودة مجددًا للدوري، بشكل أقوى وبطريقة تليق بفريقهم الكبير، ولا يكون على هامش المنافسة كما يحدث الآن.
فهل يفعلها الأهلاويون تحت قيادة شجاعة، لا تترك أرض المعركة وقت النزال، كما كان عليه من ماجد النفيعي في مواجهة الهبوط التاريخية أمام الشباب.