|


طلال الحمود
جحيم الأهلي
2022-07-02
استأثر هبوط الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى باهتمام الشارع الرياضي طوال الأسبوع الماضي، وطغت أخبار النادي العريق على أحداث من أهمها تتويج الهلال بكأس البطولة للمرة الثالثة على التوالي، وخسارة الاتحاد للسباق المثير في الأمتار الأخيرة، والنكسة الكبرى التي تعرض لها الفيصلي في ليلة الختام، وبات العنوان الأكثر جذبًا للمتابعين يدور حول مصير ماجد النفيعي ومعاونيه وإمكانية استصدار قرار بزيادة عدد الأندية لإعادة الفريق إلى مكانه بين الكبار.
ومنذ انتهاء أحداث “ليلة الجحيم” وخروج رئيس نادي الشباب خالد البلطان من الميدان لإلقاء خطاب النصر أمام الصحافيين، أصبحت قلعة الكؤوس جافية موحشة في سمائها دخان وعلى أرضها رماد، حتى تحول النادي الذي اعتاد على السرية في معالجة خلافاته الداخلية إلى بيت زجاجي بنوافذ مفتوحة لا مكان للخصوصية فيه، خاصة بعدما بدأ تراشق الاتهامات بين عشاق الأهلي بمختلف تسمياتهم وتصنيفاتهم، وأصبحت تفاصيل أهم الخلافات متاحة أمام الصحافة ومادة للناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
لن تغير حرب التصريحات والاتهامات حقيقة أن الأهلي بات من أندية الدرجة الأولى، وحتى في حال تقديم الموعد المحدد لزيادة عدد الأندية في دوري المحترفين السعودي، فإن هذا لا يكفي لبقاء الفريق الذي يحتل المركز قبل الأخير، إذ يفرض القرار هبوط صاحبي المركزين الأخيرين واستثناء صاحب المركز الـ 14، ما يجعل الفيصلي المستفيد الوحيد من محاولات تفعيل قرار الزيادة التي يقودها أنصار الأهلي.
لم يتبقَ أمام أعضاء الأهلي إلا وضع حد للاحتقان وفوضى الاتهامات، قبل الجلوس في اجتماع المكاشفة لوضع خطة تأهيل الفريق وإنقاذه من التعثر في الموسم المقبل، خاصة أن زيادة عدد أندية الدوري في عام 1985 لم تكن كافية لإبقاء النهضة الذي عاد وهبط لاحقًا، قبل أن يغيب عن ديربي الشرقية لسنوات طويلة بسبب رحلاته “المكوكية” صعودًا وهبوطًا بين الدرجة الأولى والثانية وأحيانًا الثالثة، ما يجعل احتمالات تعرض الأهلي إلى الأسوأ خلال الموسم المقبل غير مستبعدة، قياسًا على عدد المباريات في دوري الدرجة الأولى وتباعد المسافات بين المدن ورداءة أرضيات بعض الملاعب، وهذا يكفي سبباً للتأثير على معنويات اللاعبين المحليين قبل الأجانب في رحلة الصعود إلى الممتاز.
ليس من السهل أن يتجاوز الأهلي نكسة الهبوط، وغالبًا سيحتاج الفريق إلى سنوات للتعافي من آثار الموسم الماضي، خاصة أنه فقد هيبته التي طالما سهلت مهمة فوزه على الأندية الصغيرة وساهمت طويلًا في تغطية عيوب لاعبيه.