|


خالد الشايع
هبط الأهلي.. حسنا وماذا بعد؟
2022-07-03
ما زال الشارع الأهلاوي يعيش صدمة هبوط الفريق الأول لكرة القدم في النادي لمصاف أندية الدرجة الأولى، غير مصدقين أن قلعة الكؤوس سيلعب الموسم المقبل مع أندية الظل، البعض ما زال متمسكًا بأمل واهٍ بأن يصدر قرار يعيد الأهلي بين الكبار، وهو قرار يعرف العاقلون بأنه لن يصدر، ولكن هو نوع من الترويح عن النفس، والتمسك بأمل زائق لتجنب مواجهة الواقع الأليم الذي انتهى له الفريق.
لا مبرر للأصوات التي تطالب بنجدة الفريق بقرار، فلو كان هذا ممكنًا لكان الفيصلي أحق من الأهلي بذاك، فعدا أنه يتقدم عليه في الترتيب فهو قاتل في مباراة الهلال حتى الرمق الأخير، وأحرج بطل الدوري الإعجازي، في وقت كان الأهلي مستكينًا باهتًا أمام الشباب، لهذا لا معنى لهذه الأصوات مهما علت وطال أمد مطالباتها، فالنظام على الجميع، والأهلي وإن كان بطلًا سابقًا، ليس مختلفًا عن الفيصلي والحزم، ولا الاتفاق الذي هبط في وقت سابق، وعاد من جديد.
الأهلي هو من وضع نفسه في هذا المكان الذي لا يليق به، لم يقدم خلال ثلاثين مباراة خاضها في الدوري ما يشفع له بقرار الإبقاء، وهو قرار لو صدر ـ وأعتقد لن يصدر ـ سيكون نحرًا للعدالة، وسنة تسوء الرياضة السعودية، بأن الهبوط للأندية الصغيرة دون الكبيرة، وبالتالي لا يمكن أن يقع القائمون على الرياضة السعودية في هذه الهوة، فمن هبط استحق مصيره، ولا لوم إلا على لاعبيه وإدارته، وربما إعلامه وجمهوره، ظلوا ثمانية أشهر يغضون النظر عن هزائم وتعادلات، وبعد أن وقعت الواقعة، خرجوا يندبون خيال بطل هوى، ويطالبون بما لا حق لهم به.
اتهامات، مطالبات، استجداء في بعض الحالات، أشياء كثيرة تحدث بين الأهلاويين، ليس منها للأسف نظرة واقعية تخطط لمستقبل الفريق، وكيف يمكن إعادته لمكانه الطبيعي، كي لا تسوء الأمور أكثر وأكثر، سواء كان الجاني الإدارة، أو اللاعبين، أو أي طرف آخر، فما يحدث لا يفيد الفريق، وبدلًا من البحث في كيفية الحفاظ على مكتسبات النادي المتبقية، استغل البعض الفرصة لتصفية الحسابات مع النفيعي وفريق عمله، وكأنهم كانوا ينتظرون الفرصة للانقضاض عليهم، علهم يحصدون بعضًا من المتابعين الجدد، ويحملوا لواء “الأهلاوي الحقيقي”، ومنهم من ليس كذلك، كثير من المنتقدون كانوا يمجدون في النفيعي ويسمونه “ماجد قلب الأسد”.
لو استمر الأهلاويون في صراعهم مع بعضهم بعضًا، والكل يقول “أنا كنت أحذر”، و”أنا هاجمت الإدارة أولًا”، فقد لا تكون الدرجة الأولى نهاية الطريق، ويسلك مسلك نابولي وجنوى، ويجدون أنفسهم غارقين في إخفاق لا يستطيعون الخروج منه لسنوات طويلة.