|


د. حافظ المدلج
الرمق الأخير
2022-07-05
لا يختلف اثنان على أن النسخة الأخيرة من “دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين” هي الأقوى والأصعب والأكثر إثارة وتشويقًا، فقد حكمت الظروف الخارجة عن إدارة الاتحاد والرابطة بأن تطول المنافسة ويستمر الترقب لمعرف البطل والهابطين حتى “الرمق الأخير”.
“اللقب” ذهب للفريق الأحق بشهادة الجميع، وفي مقدمتهم جماهير “الاتحاد” الذين أقروا بأحقية “الهلال” بالكأس الغالية الثالثة على التوالي، فقد كان الفارق (16) نقطة تمثل المستحيل بعينه، لدرجة أن “الأمة الهلالية” أيقنت باستحالة الحصول على اللقب، ولكن الفريق بقيادة الأرجنتيني “دياز” فاز بجميع مبارياته عدا واحدة، في حين فرط المنافسون بالكثير من النقاط، حتى تحولت عبارة “المستحيل ليس ألمانيًا” إلى “المستحيل ليس هلاليًا” وتم حسم اللقب في “الرمق الأخير”.
“الهبوط” كانت رحلته أصعب وأكثر تعقيدًا، حيث تنافس على الهروب من شبحه 7 أندية لأول مرة في تاريخ المسابقة، وكانت هناك 7 مباريات من 8 تحدد نتيجتها هوية الهابطين، وقد كانت عدالة المنافسة تستوجب انطلاق المباريات في وقت واحد، وأتذكر حالة الاستغراب حين قام “عمر المهنا” قبل سنوات بمسك 7 جوالات في يده ليعطي أمر انطلاق المباريات في الوقت نفسه حين كان عدد الفرق (14)، ولا أخفيكم أنني تمنيت تكرار المشهد، ولو بطريقة تواكب العصر الحديث، لكنها تضمن انطلاق الشوط الثاني في جميع الملاعب في الوقت نفسه، لأنه شوط الحسم، وذلك من باب “سد الذرائع” وقطع الشك باليقين في دوري “الرمق الأخير”.
“النهاية” كانت سعادة كبيرة لجماهير “الهلال” التي حقق فريقها 3 بطولات في موسم استثنائي، نافس فيه على 4 بطولات، خسر فيه الرابعة بركلات الترجيح، وكانت خسارة “كأس الملك” بمثابة الدافع الأكبر للفوز بالكلاسيكو وحصد جميع النقاط بعد ذلك، لتحقيق لقب “الرمق الأخير”.

تغريدة tweet:
علمنا هذا الموسم أن البطولات تكسب في الملاعب، وليس المكاتب، فالنادي الذي ركز على العطاء داخل المستطيل الأخضر، وعزل غرفة الملابس عن الأحداث خارجها، ورتب أموره المالية والإدارية، حصد النتائج الإيجابية لعمله، كان “الهلال” الأكثر تركيزًا وانضباطًا واحترافية بفضل إدارته الواعية التي استفادت من تجارب الماضي، فتراكمت عندها الخبرات التي أتمنى انتقالها للإدارات الأخرى، فهنيئًا للهلاليين إدارتهم التي أتمنى استمرارها لعقود قادمة، وعلى منصات العمل الاحترافي نلتقي.