غادرت المنزل على عجل، فور ركوبي سيارتي ارتديت نظارتي السوداء. الشمس ما زالت ساطعة بحدة، رغم أن عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والنصف عصرًا.
قبل أن أتوقف أمام صالون الحلاقة الذي وصلته بموعد مُسبق، وضعت كمامتي، لدي توصية وقائية مشددة من طبيب القلب، رغم رفع الحالات الاحترازية في الأماكن العامة المغلقة.
ما إن دخلت صالون الحلاقة، استعدادًا لترويض شعر رأسي ووجهي المتقافز، كمدرج غاضب، كان ثمة بالداخل نقاش كروي مندلع بين عدد من الزبائن، حتى الإخوة الحلاقين من إحدى دول الشمال الإفريقي، يشاركون زبائنهم النقاشات بكل تفرعاتها، كانوا ملمين بالكرة السعودية، وعشاق لبعض أنديتها. شعار إحدى تلك الأندية كان معلقًا فوق إحدى مرايا الصالون.
أربعة شباب متقاربي الأعمار بين يدي مقصات وأمواس أولئك الحلاقين، ثلاثة منهم يبدوا بينهم معرفة. أما رابعهم الذي كان جهوري الصوت ولا تربطه علاقة بهم، كان أكثرهم صخبًا وحدة في تعليقاته: لقد أسقطوا فريقنا للدرجة الأولى بمؤامرة! الجالس بجواري ينتظر دوره أيضًا، رفع رأسه بابتسامه ساخرة وهو يهمس: خلي عنك بس. البلا في إدارتكم.
أول الشباب الجالسين من اليمين يقول لذلك الحلاق الذي يضع شعارًا فوق المرآة: ضيعنا الدوري في آخر جولاته. يرد صديقه الذي يجلس على يساره، يبدوا أنه يشاركه الميول ذاتها: الدوري كان مفصلًا على مقاسهم.
صديقهم الثالث لم يصمت، لقد استفزه ما سمعه.. لكنه قال ضاحكًا: حتى أنتم عدوكم “ذولاك” بتفكيرهم. الجالس بجواري وقد فهم المقصد. لكنه هذه المرة، قال دون همس. لكن بالسخرية ذاتها: تاريخكم عندنا. الجدال طال بين تلك المجموعة. بدأ يأخذ منحنى ساخنًا. عندها تدخل أحد الحلاقين لتلطيف الجو، قائلًا: بصراحة دوريكم مرة قوي ومثير. هز الجميع رؤوسهم. وأنا منهم.
لكن رابعهم استدرك قائلًا: دوري غير عادل. فقال الأول والثاني: البس نظارة! الثالث كل مرة ينظر للجالس بجواري ويمنحه ابتسامة شامتة كل ما تلاقت أعينهم في المرآة. ويقول لصديقيه على يمينه: قدم الغشيم والحقه. وضحك بصوت عالٍ.
حمدًا لله، أن أحدًا لم يتعرف عليّ، بفضل نظارتي وكمامة كنت أخفي خلفهما بعض ضحكاتي أو تعجبي مما سمعت.
لكنني تورط عندما خُليّت إحدى الكراسي. فنزعت ما كان يخفي ملامحي، فسألني أحدهم وقد تعرف عليّ: بالله إيش رأيك في اللي سمعته بيننا؟
قلت بكل برود: كرتنا أو آراؤنا فيها، غالبًا تشبه كرسي الحلاق.
عاد افهمها زي ما تفهمها.
قبل أن أتوقف أمام صالون الحلاقة الذي وصلته بموعد مُسبق، وضعت كمامتي، لدي توصية وقائية مشددة من طبيب القلب، رغم رفع الحالات الاحترازية في الأماكن العامة المغلقة.
ما إن دخلت صالون الحلاقة، استعدادًا لترويض شعر رأسي ووجهي المتقافز، كمدرج غاضب، كان ثمة بالداخل نقاش كروي مندلع بين عدد من الزبائن، حتى الإخوة الحلاقين من إحدى دول الشمال الإفريقي، يشاركون زبائنهم النقاشات بكل تفرعاتها، كانوا ملمين بالكرة السعودية، وعشاق لبعض أنديتها. شعار إحدى تلك الأندية كان معلقًا فوق إحدى مرايا الصالون.
أربعة شباب متقاربي الأعمار بين يدي مقصات وأمواس أولئك الحلاقين، ثلاثة منهم يبدوا بينهم معرفة. أما رابعهم الذي كان جهوري الصوت ولا تربطه علاقة بهم، كان أكثرهم صخبًا وحدة في تعليقاته: لقد أسقطوا فريقنا للدرجة الأولى بمؤامرة! الجالس بجواري ينتظر دوره أيضًا، رفع رأسه بابتسامه ساخرة وهو يهمس: خلي عنك بس. البلا في إدارتكم.
أول الشباب الجالسين من اليمين يقول لذلك الحلاق الذي يضع شعارًا فوق المرآة: ضيعنا الدوري في آخر جولاته. يرد صديقه الذي يجلس على يساره، يبدوا أنه يشاركه الميول ذاتها: الدوري كان مفصلًا على مقاسهم.
صديقهم الثالث لم يصمت، لقد استفزه ما سمعه.. لكنه قال ضاحكًا: حتى أنتم عدوكم “ذولاك” بتفكيرهم. الجالس بجواري وقد فهم المقصد. لكنه هذه المرة، قال دون همس. لكن بالسخرية ذاتها: تاريخكم عندنا. الجدال طال بين تلك المجموعة. بدأ يأخذ منحنى ساخنًا. عندها تدخل أحد الحلاقين لتلطيف الجو، قائلًا: بصراحة دوريكم مرة قوي ومثير. هز الجميع رؤوسهم. وأنا منهم.
لكن رابعهم استدرك قائلًا: دوري غير عادل. فقال الأول والثاني: البس نظارة! الثالث كل مرة ينظر للجالس بجواري ويمنحه ابتسامة شامتة كل ما تلاقت أعينهم في المرآة. ويقول لصديقيه على يمينه: قدم الغشيم والحقه. وضحك بصوت عالٍ.
حمدًا لله، أن أحدًا لم يتعرف عليّ، بفضل نظارتي وكمامة كنت أخفي خلفهما بعض ضحكاتي أو تعجبي مما سمعت.
لكنني تورط عندما خُليّت إحدى الكراسي. فنزعت ما كان يخفي ملامحي، فسألني أحدهم وقد تعرف عليّ: بالله إيش رأيك في اللي سمعته بيننا؟
قلت بكل برود: كرتنا أو آراؤنا فيها، غالبًا تشبه كرسي الحلاق.
عاد افهمها زي ما تفهمها.