|


صالح المطلق
اختيار المدرب
2022-07-08
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
تختلف أساليب المدربين في محاولة تحقيق الفوز، فمنهم مَن يختار كسب المباراة أولًا عن طريق الاستحواذ، والهدوء وعدم الاستعجال، من ثم تأتي الأهداف بوصفها نتيجةً طبيعيةً لهذا الأسلوب، وآخرون يختارون أسلوب الضغط المباشر، ومحاولة خطف هدف مبكر، يريحون به الفريق، ويزيدون من خلاله فرص السيطرة وامتلاك الملعب وتحقيق الفوز.
الحقيقة، أن اختيار أي أسلوب للعب لا يكفي، إذا لم يكن متكاملًا من حيث وجود العناصر المتمكنة والقادرة على تنفيذ هذا الأسلوب وطريقة الأداء، بحسب الظروف وأهمية المباراة ودرجة تأثير النتيجة. واختيار طريقة الضغط المباشر، ونقل كل الأحداث إلى ملعب الفريق المنافس، يحتاجان إلى درجة عالية جدًّا من اللياقة البدنية، والتركيز المستمر من جميع أفراد الفريق، وهذا أمرٌ صعبٌ، ولا يمكن تطبيقه باستمرار. أما عملية كسب اللقاء من حيث التفاصيل الدقيقة، والسيطرة على مفاتيح اللعب، من ثم بسط النفوذ ومحاولة الوصول إلى مرمى الفريق المنافس بشكل ذكي ومناسب من قِبل جميع أفراد الفريق، فهو في رأيي الأسلوب الأفضل والأكثر تأمينًا ومحافظةً على الهدوء والمجهود، وملاءمةً لطبيعة كرة القدم، ودائمًا ما تأتي معه الفرص وتُسجَّل الأهداف.
لدى بعض الأندية مفهوم خاطئ في مسألة اختيار الأجهزة الفنية وتحديد الأهداف، خاصةً عندما تتعامل مع قرار الاختيار بشكل نهائي ودون تدعيم، أو مساندة ببدائل وقرارات عدة، تضمن نجاح التخطيط، وتساعد في تحقيق الطموح. لقد تعاقب على تدريب أندية الدوري في الموسم المنتهي أخيرًا عديدٌ من الأسماء والأجهزة الفنية، التي لم تستمر، ولم تترك أي إضافة فنية، تستفيد منها الأندية، وتنعكس على تطوير الفكر الاحترافي ومهارة اللاعبين، وكل ما حدث كان عبارة عن سباق لتوقيع العقود وإضاعة المال والجهد والوقت، ومن خلال كل التجارب السابقة يتضح أن هناك عديدًا من الأسماء التي وصلت إلى تدريب المنتخبات والأندية الكبيرة في كأس العالم ومختلف المسابقات الأوروبية، مثل فيليب سكولاري، وكارلوس ألبرتو بيريرا، وزلاتكو، وبدأت بمعايير المدرب المناسب، ووجود الأجهزة المساندة، والكوادر المحلية القادرة على تكوين فريق عمل متكامل من أجل تحقيق الأهداف. كذلك حصل نادي الهلال على بطولة دوري أبطال آسيا، وكأس السوبر السعودي 2021، ومع ذلك تم إلغاء عقد المدرب المشهور، ورجعت الإدارة لاختيار المدرب المناسب، وتصحيح الأخطاء، وهذا هو الفرق بين معادلة النجاح التي تقوم على أساس الاستمرار،
وبين مَن يرى النجاح محطة وصولٍ فقط دون أي طموح.