|


تركي السهلي
دقائق «أوبتا»
2022-07-09
تعمل اللجنة الفنيّة في الاتحاد السعودي لكرة القدم على تجهيز المسابقات والبطولات، وتخدم المدربين العاملين في الأندية عبر التعليم والتدريب وفق ما تقول وتعرّف به نفسها، لكنّها لا تقدّم ما يطوّر اللعبة وتنافسية الأداء وفق ما هو واضح منذ أن بدأت مهامها مع مجلس إدارة الاتحاد قبل نحو ثلاث سنوات.
مؤخرًا، صدرت إحصائية لشركة “أوبتا” المتخصصة في تحليل مباريات كرة القدم عن معدّل اللعب الفعلي في مباريات الدوري السعودي للمحترفين في موسمه الماضي، حيث بلغ متوسط دقائق اللعب 51.09 دقيقة لـ 240 مباراة، وكان هناك 101 مباراة لم يتجاوز وقتها الفعلي الخمسين دقيقة.
نحن أمام مشكلة قديمة وأمام جمود تام للجنة الفنية برئاسة تركي السلطان ومن معه من أعضاء فلا حراك منهم تجاه تسريع اللعب وتطوير أدوات المباريات وجاذبيتها. وكل ذلك يؤثر على كل شيء بدءًا من المتابعة، والتشجيع، وانتهاءً بالترقّب، والاهتمام.
لقد عبّر أكثر من مدرب وأكثر من لاعب كانوا لدينا عن بطء الإيقاع وإضاعة الوقت وكسل المباريات ولم يبادر أحد لكسر ذلك وتحويل الوقت إلى دقائق مليئة باللعب والمتعة. إنّنا نشاهد كيف يتوالى سقوط اللاعب السعودي أمام أقرانه من المنتخبات الكبرى بسبب عجزه عن المجاراة وجنوحه دائمًا إلى السقوط المُتكرّر وقتل اللعب، وكيف أن ذلك يسبب لنا هزائم وعدم انتظام فني.
واللجنة الفنيّة تركّز فيما يبدو على دورات المدربين المحليين وهي تريد الوصول إلى رقم ثلاثة آلاف سعودي بحلول 2030 ورفع الميزانية المُخصّصة لذلك إلى أعلى من سبعة ملايين ريال، وهذا أمر ممتاز لكن الأدوار الأخرى متوقّفة لدى السلطان ومعه ماجد الطفيل وخالد الفرحان العضوان القادمان من مدينة الخرج على وجه الخصوص.
إن اللجنة صغيرة العدد ومحدودة القُدرات وإمكاناتها ضعيفة وهذا معلوم لكنّ الهمم لا تتوقف والاختصاص لا يقصر عن الإتقان والمطالب يجب أن تتسع لتحويل كرة القدم لدينا إلى حالة من السرعة والقوّة وهو أمر يصب في صميم تكوين اللجنة الفنية دون السماع منها لأي مبررات.
لقد صدمتنا أرقام “أوبتا” لكن الألم الأكبر أن يوجد لدينا فريق متخصص للجوانب الفنيّة في المسابقات ولا يفعل شيء يُذكر تجاه هذا.
إن العمل على تسريع واحترام وقت اللعب في المباريات يجب أن يكون أولوية حتى يرتفع أداء اللاعب السعودي ويعلو الإيقاع وحتى لا نظلّ نلاحق تركي السلطان وسؤاله عن دقائق “أوبتا”.