|


د.تركي العواد
أنديتنا الغنية المديونة
2022-07-10
أفقنا على صوت انفجار قنبلة رماها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين Fifpro، محذرًا لاعبي كرة القدم في العالم من التعاقد مع أندية الجزائر والصين وليبيا والسعودية وتركيا ورومانيا واليونان، بسبب انتهاكات تعاقدية واسعة النطاق.
وشدد “فيفبرو” على أن عدم دفع الرواتب الشهرية مشكلة متكررة للاعبين الأجانب مع الأندية السعودية. هذا التحذير أوقعنا في حيرة وجعلنا نقلب الأمور بين المخ والمخيخ علنا نفهم سبب عدم حرص الأندية على دفع رواتب اللاعبين بانتظام، رغم الوفرة المالية غير المسبوقة التي تعيشها الأندية السعودية.
عانت الأندية من الديون لسنوات طويلة إلى أن تكفل سمو سيدي ولي العهد بسداد كافة الديون المتعلقة بالقضايا الخارجية في عام 2018. حيث قال الرئيس العام لهيئة الرياضة ذلك الوقت تركي آل الشيخ: “الأمير محمد بن سلمان أنقذ رياضتنا من “كارثة” بتقديمه دعمًا بلغ مليار و277 مليون ريال”.
تعود الكارثة تطل بوجهها القبيح من جديد وتعود الأندية لممارساتها القديمة وعدم الاكتراث بسمعة الرياضة السعودية، من خلال عدم دفع رواتب اللاعبين وإلغاء عقودهم من طرف واحد دون مخالصة مالية، وهو ما يضطر اللاعب الأجنبي لشكوى النادي لـ”فيفا”، وتبدأ إجراءات تقاضي طويلة لا يقوم فيها النادي حتى بتعيين محامٍ، وعندما يصدر حكم نهائي مُلزم بدفع رواتب اللاعب مع الغرامة والتهديد بتطبيق عقوبة يسارع النادي لتوفير المبلغ وإغلاق القضية، لذلك وصلت رواتب اللاعبين المتأخرة في أندية المحترفين حتى الآن إلى 65 مليون ريال بحسب خبر صحيفة الوطن المنشور يوم الأربعاء الماضي.
تلكوء الأندية في دفع رواتب اللاعبين الأجانب والمحليين أمر غير مقبول ولا يمكن أن يستمر، فالأندية يجب أن ترتقي لمستوى المسؤولية وتحرص على عدم تأخر راتب لاعب واحد.
اليوم نعيش حراكًا غير مسبوق في رياضتنا، بسبب الدعم السخي الذي نحظى به من القيادة الرشيدة، ويجب أن نستثمر هذا الدعم، لعكس الصورة الحقيقة للتطور الهائل الذي تعيشه رياضتنا.
نفخر بالمستوى الفني الذي وصلت له منافساتنا المحلية والذي يصعب مشاهدته خارج الدوريات الأوروبية الكبرى، فمن تابع الجولة الأخيرة من الدوري استمتع حتى آخر ثانية من آخر مباراة في الموسم.
أتمنى من أنديتنا التعامل مع رواتب اللاعبين بطريقة احترافية وبحس وطني، فكل قضية خارجية تُرفع على نادٍ سعودي تساهم في زيادة تكلفة التعاقد مع لاعبين جدد.