يقول مركز تعزيز الصحة النفسية إن 75% من المسافرين يرون أن السفر يساعد في الحد من التوتر، وبلا شك أوافق على ما قاله المركز. يعتبر الصيف موعداً عاماً لصعود الطائرة، الكل يريد أن يكافئ نفسه، أو أن يطبب عليها بعد 11 شهراً من الركض اليومي.
ولأن في السفر متع وفوائد فقد اهتم فيه من أدركوا قيمته، وتركه كل من لم يعرف أهميته أو لم يتحمل تكاليفه. المؤكد أن طاقة سعيدة تظهر في جسم الإنسان وهو يتجه نحو الطائرة. لم أعرف حقيقة الفوارق بين مجتمعاتنا العربية والأوروبية إلا عندما سافرت أول مرة لدولة أوربية قبل أكثر من 30 عاماً، مع أنني شاهدت عشرات الأفلام والمسلسلات الغربية، لكن أن تعيش على أرض الواقع شيء، وأن تشاهد من الشاشة شيء آخر، كنت مذهولاً من انسيابية حياتهم، ومن دقة تخطيط مدنهم النظيفة، فلا شوارع بلا أرصفة، ولا أصوات لأبواق السيارات، كان مجرد الخروج من البيت والمشي في الطرقات يعتبر نزهة حقيقية مجانية، وبمبلغ صغير جداً تشرب القهوة في مقهى أنيق وأنت تتمعن بطبيعة أسطورية. لم أتعلم ثقافة السفر إلا بعد سنوات طويلة، وبعد مواسم قضيتها بأجواء عربية في الربوع الأوروبية، كانت تنتشر في الشقق التي سكنتها رائحة الكبسة في عمارة في بيكر ستريت أو كرومويل رود، مع صوت لحن عربي. كان مشهداً مكرراً لم يتغير منه سوى أرقام الأعوام. فهمت بعد مدة طويلة أن السفر أكثر من درجة حرارة منخفضة، وأكثر من مناظر طبيعية، ومن أطباق طعام جديدة، السفر العميق يوصلك في الآخر أن الناس باختلاف جنسياتهم يتشابهون، ومهما اختلفت الثقافات وتباينت الفوارق بين المجتمعات المنظمة والفوضوية والفقيرة والغنية، تبقى الصفات الإنسانية واحدة، الطيبون في كل مكان دون استثناء، وتتغلب هذه الصفة في لحظة معينة على كل ما تم رسمه عن شعب أو عرق ما بسوء نية. في السفر تعلمت أننا في كل القارات نكاد نشترك في كل شيء، أما الفوارق فهي التي صنعتها الجغرافيا وفرضها التاريخ، ومهما غيرت الجغرافيا من طبيعة الحياة، أو فرض التاريخ واقعاً ما، يبقيان صغيرين في حقيقتهما، لكنهما مضخمان لأسباب ومصالح، تعرفت على من أصبحوا أصدقاء عمر، نتواصل دون مصلحة سوى الحفاظ على الرابط الإنساني، ونتعانق عندما نلتقي وكأننا أبناء عائلة واحدة. في السفر يتمعن الإنسان في أحوال البلدان التي يزورها، وفي كل مرة يتأكد أن البلد الذي استثمر في التعليم حصد أفضل ظروف حياة ممكنة، وأن لا مستقبل حقيقي لأي بلد لم يستثمر في التعليم، وهذا ينطبق على الإنسان نفسه عندما يستثمر في تعليم وتثقيف نفسه.
ولأن في السفر متع وفوائد فقد اهتم فيه من أدركوا قيمته، وتركه كل من لم يعرف أهميته أو لم يتحمل تكاليفه. المؤكد أن طاقة سعيدة تظهر في جسم الإنسان وهو يتجه نحو الطائرة. لم أعرف حقيقة الفوارق بين مجتمعاتنا العربية والأوروبية إلا عندما سافرت أول مرة لدولة أوربية قبل أكثر من 30 عاماً، مع أنني شاهدت عشرات الأفلام والمسلسلات الغربية، لكن أن تعيش على أرض الواقع شيء، وأن تشاهد من الشاشة شيء آخر، كنت مذهولاً من انسيابية حياتهم، ومن دقة تخطيط مدنهم النظيفة، فلا شوارع بلا أرصفة، ولا أصوات لأبواق السيارات، كان مجرد الخروج من البيت والمشي في الطرقات يعتبر نزهة حقيقية مجانية، وبمبلغ صغير جداً تشرب القهوة في مقهى أنيق وأنت تتمعن بطبيعة أسطورية. لم أتعلم ثقافة السفر إلا بعد سنوات طويلة، وبعد مواسم قضيتها بأجواء عربية في الربوع الأوروبية، كانت تنتشر في الشقق التي سكنتها رائحة الكبسة في عمارة في بيكر ستريت أو كرومويل رود، مع صوت لحن عربي. كان مشهداً مكرراً لم يتغير منه سوى أرقام الأعوام. فهمت بعد مدة طويلة أن السفر أكثر من درجة حرارة منخفضة، وأكثر من مناظر طبيعية، ومن أطباق طعام جديدة، السفر العميق يوصلك في الآخر أن الناس باختلاف جنسياتهم يتشابهون، ومهما اختلفت الثقافات وتباينت الفوارق بين المجتمعات المنظمة والفوضوية والفقيرة والغنية، تبقى الصفات الإنسانية واحدة، الطيبون في كل مكان دون استثناء، وتتغلب هذه الصفة في لحظة معينة على كل ما تم رسمه عن شعب أو عرق ما بسوء نية. في السفر تعلمت أننا في كل القارات نكاد نشترك في كل شيء، أما الفوارق فهي التي صنعتها الجغرافيا وفرضها التاريخ، ومهما غيرت الجغرافيا من طبيعة الحياة، أو فرض التاريخ واقعاً ما، يبقيان صغيرين في حقيقتهما، لكنهما مضخمان لأسباب ومصالح، تعرفت على من أصبحوا أصدقاء عمر، نتواصل دون مصلحة سوى الحفاظ على الرابط الإنساني، ونتعانق عندما نلتقي وكأننا أبناء عائلة واحدة. في السفر يتمعن الإنسان في أحوال البلدان التي يزورها، وفي كل مرة يتأكد أن البلد الذي استثمر في التعليم حصد أفضل ظروف حياة ممكنة، وأن لا مستقبل حقيقي لأي بلد لم يستثمر في التعليم، وهذا ينطبق على الإنسان نفسه عندما يستثمر في تعليم وتثقيف نفسه.