|


تركي السهلي
«تروجينا» 2029
2022-08-06
طلب عظيم وطموح ذلك الذي تقدّمت به اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية للمجلس الأولمبي الآسيوي بالرغبة لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029م في “تروجينا” بمدينة نيوم.
والطلب السعودي هو الأول لدولة من دول غرب آسيا ذات المناخ البارد العادي شتاءً، إلاّ أن السعودية دولة تتمتع بتنوّع جغرافي وبيئي فريد يُمكّنها من تنظيم ألعاب في الشتاء من على جبال البحر الأحمر في الشمال الغربي من البلاد.
المجلس الأولمبي الآسيوي رحّب بما تقدمت به الأولمبية السعودية وهو سيجتمع في كمبوديا مطلع شهر أكتوبر القادم قبيل انعقاد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي للنظر وللمصادقة على قرارات منح حقوق الاستضافة لدورات الألعاب الآسيوية بمختلف مسمياتها. والمجلس يسعى إلى الترويج لرياضات الألعاب الشتوية في الدول التي لا يوجد بها موسم ثلجي تقليدي، وهو يعتبر استضافة “تروجينا” التي تتميز بهندسة معمارية مبتكرة “ستوفر تجربة فريدة من نوعها في منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط لرياضات الألعاب الشتوية”.
والتقدّم من طرف الرياض لافت أساسًا فالبلاد تتجه نحو تثبيت دورها الرياضي في المنطقة والعالم وإعطاء الإنسان في داخلها وخارجها مشتركًا للعيش والممارسة الصحية والسباقات الكُبرى وهي الآن تتصدّر العالم في أكثر من سباق ما بين السيارات وجولات الملاكمة وكرة القدم ورياضات الحركة والجولف والفروسية وألعاب البحر.
والواضح أن البلاد ذات الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط والعضو في مجموعة العشرين الدولية المعنية بتطوير حياة الشعوب والحفاظ على استقرار العالم في السلع الحيوية والاستراتيجية، لن تتوقف عن التوجه إلى توسعة حصتها من الخارطة العالمية في الرياضة، وهي مؤهلة لذلك على نحو كبير لامتلاكها كُل مقوّمات النجاح والتفوّق، وهي تمتلك الحماس الذي لن يجعلها تستمع لبعض أصوات الاحتقان هُنا وهُناك لأنها على يقين تام بقدراتها وقدرات سًكّانها وموقعها المميّز الرابط بين قارّات العالم.
واختيار السعودية لـ “تروجينا” ذكاء هائل وحلقة من سلسلة المفاجئات التي تهديها للبشرية بدءًا من “نيوم” و”القديّة” و”ذا لاين” و”المسار الرياضي”.
إنّ الوجه الذي يظهر الآن من البلاد التي بدأت تأسيسها منذ أكثر من ثلاثمائة سنة يُفسّر القوّة الكُبرى لها ولإنسانها وهي تقود المنطقة الآن لأن تكون ذات بُعد أكبر من الاختلاف والفوضى والانقسام وهي بكل خطواتها المُدهشة تمنح الإنسان نظرة جديدة للحياة.