|


محمد الغامدي
الناقل المحظوظ
2022-08-19
تجربة الموسم المنصرم مع الناقل الرسمي لمباريات الدوري يمكن القول بتعبير بسيط إنها بدائية وهزيلة شكلًا ومضمونًا، فالخبرات كانت قليلة والاحترافية والتأثير في المحتوى على المتلقي معدومة، ويؤسفني القول إن الشركة ولدت وعليها أجهزة التنفس الصناعي، وكانت بالفعل الحلقة الأضعف في الموسم الكروي، وما قيل ليس انطباعًا فرديًا أو انحيازًا مبالغًا فيه.
بل يمثل المزاج العام للوسط الرياضي على مختلف ميوله ومسؤولي الأندية الذين أبدوا امتعاضًا في أداء ومهنية القناة، فالناقل لم يقدم مادة تستحق الإعجاب، حتى المباريات المنقولة شابها الكثير من الضعف، سواء عبر التعليق والتصوير والإخراج والانقطاع المتكرر، ولنأخذ رئيس النصر في تغريدة له وسط الموسم الماضي متسائلًا:
“هل بالإمكان نعرف من هو مدير قنوات SSC الناقل الحصري للدوري السعودي، لكي نقدر نأخذ ونعطي معه، ونناقش الهموم المشتركة”، كذلك رئيس التعاون همس عبر تغريدة في إذن كل معلق رياضي بقوله: “الحياد والإنصاف وإعطاء كل فريق وجمهوره من الإشادة والثناء هي علامات المعلق الناجح أما تبجيل فريق واحد، وتجاهل الفريق الآخر وجمهوره، فهو ضرب بالمهنية عرض الحائط، فالجماهير تريد معلقين محترفين، وليس مشجعًا خلف الميكرفون”، وهنا نكشف أداء ومهنية وغموض عمل القناة وقيادتها الذي ما زال وحتى ساعته والموسم لم يتبق عليه سوى أسبوع ما زالت الشركة بدون قيادة معروفة أمام الوسط الرياضي.
تقديم الناقل الرسمي “المحظوظ” نفسه أنه الحاصل على حقوق الموسم الكروي لثلاثة مواسم وبقيمة زهيدة 900 مليون ريال، وليس دولار لثلاث سنوات لا تتوازى مع قوة وأهمية الدوري السعودي، فالناقل لم يقدم نفسه أنه الأفضل والأجدر للتصدي لهذه المهمة، وعدم طرح الدوري للمنافسة بين القنوات الرياضية يمثل ثغرة وقصورًا واضحًا في استقطاب رقم مالي كبير يمكن أن يصل إليه الدوري السعودي من جراء المزايدة التي تصب في صالح الأندية والرياضة السعودية، أما بهذه الطريقة والأسلوب والاختيار فنحن أمام مواسم ثلاثة كروية محبطة وصادمة للشارع الرياضي.
أما وقد وقع الفأس في الرأس فالواجب بداية أن يكون للقناة وقيادتها دور كبير في إعادة الثقة للمشاهد، والرد على من انتقدهم، وأنا أحدهم، سواء باختيار من يدير دفة القنوات، ويكون كفاءة لها ثقلها، أو البحث من الخارج عن تلك الشخصية، وبالتالي هناك فرصة كبيرة لتحسين الصورة الإعلامية، فهل نشاهد عملًا احترافيًا يسكت المنتقدين، أو يستمر الوضع كما شاهدناه الموسم الماضي، قناة بدون رئيس، وعمل بلا احتراف.