|


فهد الروقي
(ما غريب إلا الشيطان)
2022-08-23
في عام 1979م، انتقل أحد أساطير الكرة السعودية، ونجم الاتحاد، منه إلى النصر في الرياض، ولم يلبث في صفوف أصفر الرياض سوى ستة أشهر، قبل أن يعود إلى جدة مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى غريم الاتحاد التقليدي، وعدوه اللدود، الأهلي.
وقد اعتُبر الانتقال على أنه (أول كوبري) في الكرة السعودية، رغم أن اللاعبين في وقتها هواة لا يحق لهم الانتقال دون موافقة ناديهم الأصلي، ولم يكن الاتحاد حينها موافقًا، لكن ظروف عمل اللاعب، التي زالت بعد عام، تسببت في ذلك الانتقال.
قصّة الستة أشهر، التي فصلت بين غراب من الاتحاد للنصر، ومنه للأهلي، تكررت مرة أخرى، لكن المستفيد هذه المرة الأصفر البراق، ففي عام 1997 رغبت الإدارة الصفراء في الحصول على خدمات أبرز لاعبي الدوري آنذاك، السنغالي (مامادو صو)، لكن إدارة الطائي رفضت بعد المشادات العنيفة بين الإدارتين، وقبل أن تغلق للنهاية قصة الانتقال، تدخلت إدارة الأهلي، واشترت عقد اللاعب المعروض للانتقال إلى للنصر بعشرة أضعاف قيمة التعاقد معه، وبعد ساعات فقط تنازلت عنه إدارة الأهلي للنصر.
ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم والأهلي محطة للتزوّد بالوقود للنصر، سواء على مستوى النقاط، أو اللاعبين، وأصبح بين الناديين علاقة تاريخية، المستفيد منها طرف واحد، ولعل من أبرز وقفات هذه العلاقة ما تم صيفية 2020 بعد أن تعاقد النصر مع أحد أبرز لاعبي الأهلي (عبد الفتاح عسيري)، ورغم بقاء ستة أشهر في عقده، ومع وجود بطولة مهمة للأهلي، وهي دوري أبطال آسيا، وافقت إدارة أخضر جدة على بيع عقد اللاعب، وتدعيم صفوف منافسه في تلك البطولة، وخرج الأهلي منها على يد النصر بهدف العسيري.
وقبل أيام قليلة، ظفر الأصفر البراق بـ (العين المفتحة) الباقية بالأهلي، عبد الرحمن غريب، رغم توقيعه لعقد جديد مع الأهلي بقي فيه ثلاث سنوات، ورغم أن الأهلي بأمس الحاجة له في (دوري يلو)، ولو أن الأمور انتهت على هذا الحد لهانت، لولا تبرير رئيس النصر الهشّ بأن اللاعب كان سيذهب لنادٍ آخر، لذا تدخلنا ووقعنا معه، وهو المبرر ذاته، الذي سيق في انتقال عسيري، لكنه كان من (عضو ذهبي)، والأغرب أن مثل هذه التبريرات تنطلي على الأهلاويين، ويعتقدون أن هناك حلفاء في الرياضة، ولكن (ما غريب إلا الشيطان).

الهاء الرابعة
ما معي غير الأمل يا أحلامي الموؤدة
‏لذة العمر وحلاته كيف ضاعت منا
‏وحدنا وأحبابنا راحوا بليا عودة
‏ليت ما شالتهم الدنيا وقفّوا عنا