|


د. حافظ المدلج
مكافحة الشذوذ
2022-08-26
شعرت بفخر عظيم حين بدأت القمة “الخليجية ـ الأمريكية” المشتركة بتلاوة من القرآن تم اختيارها بعناية حيث يقول المولى عزّ وجلّ “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا”.
ثم زاد فخري حين اختتم “ولي العهد” كلمته قائلاً: “إننا متفائلون أن تؤدي هذه القمة إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم، ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها، ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكتنا ويخدم المنطقة والعالم”، وفي هذين الموقفين رسالة واضحة لتأكيد الفطرة السليمة حيث خلق الله البشر “ذكرًا وأنثى” جنسين لا ثالث لهما ليجعلنا نقف صفًا واحدًا في مسيرتنا نحو “مكافحة الشذوذ”.
الخطر كبير والطريق صعب حين تجتمع قوى الشر فتبدأ بتلطيف كلمة “الشذوذ” إلى كلمات مثل “المثلية” أو “مجتمع ميم” أو “LGBT”، ثم انتقل إلى فرض هذا “الشذوذ” من خلال الرياضة والترفيه، فيندر أن تخلو مسابقة رياضية من إشارات لدعم “الشواذ” مثل تخصيص جولات يرتدي فيها قادة الفرق الشارة التي تحمل ألوان “الشذوذ” الستة، كما أصبح لزامًا على الأفلام والمسلسلات الجديدة وجود شخصيات “شاذة”، خصوصًا في شبكة “NETFLIX”، بل إن “ديزني” قررت إنتاج أفلام يكون البطل الخارق فيها “شاذًا” فكيف نستطيع “مكافحة الشذوذ”؟.
الإجابة على هذا السؤال تتطلب عملًا جماعيًا يشترك فيه جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الأسرة ومرورًا بالمدرسة وجميع مؤسسات المجتمع المدني، فنحن جميعًا مستأمنون على عقول الصغار من الجنسين لحمايتهم من الأفكار الهادمة التي تدخل عليهم من خلال الألعاب الترفيهية وتطبيقات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التسلل إلى الجوالات بعيدًا عن رقابة الأهل، فعلينا أن نوحد الجهود في مواجهة هذا التيار القادم من مختلف الجهات لكي ننجح في “مكافحة الشذوذ”.
تغريدة tweet:

غدًا ينطلق العام الدراسي الجديد وأمنيتي أن تقوم المدارس والجامعات بدورها في اجتثاث “الشذوذ” من عروقه قبل أن ينمو ويكبر، كما أتمنى تخصيص بعض خطب الجمعة لتعزيز قيمنا النبيلة والتحذير من التهاون بها، فإذا تظافرت الجهود وتعاون الجميع سنحقق هدفنا بحماية مجتمعنا من خطر “الشذوذ” بإذن الله، وعلى منصات المحافظة على القيم نلتقي.